التعليم الروسي للمواطنين المصريين

الصورة الرئيسية للمقالة

إنَّ نمو وإزدياد عدد السكان من جيل الشباب في دول شمال إفريقيا بشكلٍ عام، وفي جمهورية مصر العربية بشكلٍ خاص، يُحفزُ الطلب على الدراسة والحصول على التعليم العالي. واليوم، لا يتم تغطية هذا الطلب من خلال الفرص التعليمية للجامعات المصرية، ولذلك يُسافرُ الطلاب الراغبين بالدراسة إلى بلدان أخرى لمواصلة دراستهم. كما أنَّ واحدةً من البلدان الأكثر شعبية في السنوات الأخيرة كانت الدراسة في روسيا. ويعودُ السبب في ذلك إلى القرب الجغرافي، والتطور النشط للعلاقات الثنائية بين البلدين، وتوافر التعليم الروسي وجُودته العالية. وفيما يخصُ آفاق التعاون الروسي - المصري في مجال التعليم، يُحدثنا رئيس المكتب التمثيلي لهيئة التعاون الروسية في جمهورية مصر العربية / مارات غاتين.

مصر – و روسيا: مجالات التعاون فيما بينهم

أصبح التعاون بين روسيا ومصر في مجال التعليم أكثر نشاطاً ونمواً كل عام. هذا هو الحوار بين الدول، والتفاعل بين الجامعات الروسية والمصرية، وتطوير العلاقات الثقافية وأكثر من ذلك بكثير.

يمكنُ تحديد عدة مسارات في هذاالمجال:

1. العمل النشط للوزارات ذات الصلة في البلدين في هذا الإتجاه في إطار أنشطة اللجنة الحكومية ذات الصلة.

2. التعاون بين الجامعات وتنفيذ المشاريع التعليمية المختلفة من قبل الجامعات الروسية في مصر.

  •  في الوقت الحالي، يجري العمل على إنشاء فرع لإتحاد الجامعات الروسية المتخصصة في مجال الطاقة النووية. ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع على أساس جامعة البوليتكنيك في مدينة برج العرب. الهدف الرئيسي للمشروع يتلخصُ في التالي:تدريب الموظفين المحليين للعمل في أول محطة للطاقة النووية وهي محطة "الضبعة" التي تقومُ ببنائها شركة (المؤسسة الحكومية) "روساتوم"
  • ويوجدُ هناك مشروع تعليمي مشترك آخر ذو إمكانيات كبيرة - هو إفتتاح فروع لجامعات مثل جامعة سانت بطرس بورغ الحكومية وجامعة قازان الإتحادية بالشَّراكة مع الشريك المصري.ومع الأخذ في الإعتبار إلى زيادة الطلب على التعليم الطبي الروسي، ستتخصصُ فروع الجامعات المذكورة أعلاهُ في تدريب الموظفين في مجال الصحة والرعاية الصحية
  • جامعة الأورال الإتحادية لديها هيئة تدريس لدراسة اللغة في السنة التحضيرية للسنة الثانية على التوالي.
  • كما تقومُ جامعات روسية أخرى ببناء علاقات جيدة مع الجامعة المصرية - الروسية، وأكاديمية الإدارة التي تحملُ إسم / السادات وغيرها الكثير.

حوالي 16000  من الطالب المصريين الذين يدرسون فيروسيا

3. جزء مهم من العمل في المجال التعليمي هو إعداد وتدريب المتخصصين في اللغة الروسية في الجامعات المحلية. اليوم، يدرسُ حوالي  2000  طالب مصري اللغة الروسية في  11  جامعة في مصر.

سنوياً، يتمُ فتح أقسام جديدة لدراسة اللغةالروسية:

  • في العام الدراسي 2022-2023 ميلادية، تم إفتتاح ثلاثة أقسام - في الجامعة المصرية - الروسية (في مدينة بدر)، وفي جامعة قناة السويس (في مدينة الإسماعيلية)،وفي الجامعة المصرية للعلوم والتكنولوجيا (في مدينة 6 أكتوبر – في مدينة القاهرة للفضاء)

  • في العام الدراسي 2023-2024 ميلادية، سوف يتمُ البدء بدراسة اللغة الروسية في أكاديمية الإدارة التي تحملُ إسم / السادات

وسيستمرُ هذا العمل في السنوات المقبلة.

4. زيادة في عدد المواطنين المصريين الذين يدرسون في روسيا.

وفقاً لوزارة التعليم العالي والعلوم في روسيا الإتحادية، فإنهُ درس حوالي 16000  طالب مصري في الجامعات الروسية في العام الدراسي الماضي، ووفقاً للجانب المصري، قد يصل هذا الرقم إلى 23000 طالب. إذْ تُؤكدُ هذه الحقيقة بإرتفاع الطلب على التعليم في روسيا، كما وتجعل مسألة الحصول على المنح الدراسية التعليمية المجانية للمصريين أكثر إلحاحاً وأهمية من ذي قبل.

المجالات والتخصصات الدراسية التي يوجدُ عليها طلب كبير بين الشباب المصري

  • الطب
  • العلوم الهندسية
  • IT
  • هندسة الطاقة النووية
  • التوجهات والتخصصات في العلوم الإنسانية

دفع الوضع الحالي المكتب التمثيلي لهيئة التعاون الروسية في القاهرة إلى تقديم خدمات إستشارية للراغبين في الدراسة في الجامعات الروسية التي تكونُ على أساس دفع القسط والرسوم الدراسية على حساب ونفقة الطالب بموجب العقد الدراسي مع الجامعة.

المنح الدراسية (عدد الحصص الدراسية المجانية)التي تُقدمها حكومة روسيا الإتحادية

أظهرت البيانات الإحصائية عن نتائج المنح الدراسية المجانية للعام الدراسي 2023-2024 ميلادية على زيادة الطلب على التعليم العالي في بلدنا. كما أنَّ عدد طلبات المنح الدراسية (عدد الحصص الدراسية المجانية) التي تُقدمها حكومة روسيا الإتحادية وصلتْ إلى 1205 منحة دراسية، مما يدلُ هذا على وجود منافسة ما يقربُ من 5 أشخاص للحصول على منحة دراسية واحدة. كما ويتمُ تصحيح إجراءات تقييم وإختيار الأشخاص المرشحين للحصول على المنحة الدراسية. ويُمكنُ لأي شخص التقدم للمشاركة في المسابقة.

المرحلة 1:

بدءاً من 1 سبتمبر، بدأتْ المرحلة 1 من حملة القبول للعام الدراسي 2024-2025 ميلادية. إذْ يُمكنُ لأي شخص يرغبُ بالدراسة في روسيا التسجيل على الموقع الرسمي education-in-russia.com وتقديم الوثائق للمشاركة في الإختيار على أساس المنافسة من خلال الصفحة الشخصي لمُقدم الطلب. كما أنَّ مهمة المرشح - هي تقديم الوثائق اللازمة. وبهذا الخصوص، فإنَّ موظفو المكتب التمثيلي يقدمون كل أنواع المساعدة والدعم اللازم للتسجيل.

يمكنُ تقديم الطلبات حتى تاريخ  1  نوفمبر عام  2023 ميلادية

المرحلة 2:

بعد الإنتهاء من عملية تقديم الطلبات، يبدأ تقييم وإختيار الأشخاص المرشحين.

سيتمُ تقييم الطلاب الذين قدموا طلباتهم للدراسة في برامج دراسات البكالوريوس ودراسات التخصص والخبرة (شهادة مؤهل متخصص) وفقاً لمعيارين أساسيين:

  1. مسابقة وفقاً للوثائق التعليمية للطالب
  2. المسابقة في التوجه والتخصص الدراسي (المشاركة في مسابقة الأولمبيات، والمشاركة في المسابقات الوطنية أو الدولية  وفي غيرها من المسابقات الأخرى)

بالإضافة إلى ذلك، سيحتاجُ أولئك الذين تقدموا بطلب للدراسة في برنامج دراسات الماجستير وفي الدراسات العليا (الدكتوراه)، وفي برنامج التخصص الطبي إلى إجراء مقابلة شخصية من قبل مجموعة العمل المعنية بهذه البرامج الدراسية.

وبناءاً على نتائج الإختبارات النهائية، يتمُ تشكيل وإعداد القوائم الرئيسية وكذلك القوائم الإحتياطية. وفي هذه المرحلة، تُتاحُ للمرشحين الفرصة لوضع اللمسات الأخيرة على ملفاتهم الشخصية، والتي يتمُ إرسالها إلى المكتب المركزي لهيئة التعاون الروسية، وبعد ذلك، يتمُ إرسالها إلى وزارة التعليم والعلوم في روسيا الإتحادية. وفي هذه المرحلة، ينتظرُ الأشخاص المُرشحون للحصول على المنح الدراسية النتائج النهائية: ثم بعد ذلك، يحصلون على الدعوة الدراسية من الجامعة، والفيزا (تأشيرة دخول)، ويحصلون بموجب ذلك على إحالة دراسية للدراسة في الجامعة المعنية.

الآفاق الوظيفية

وفي الختام، أودُ أن أتطرقَ إلى مسألة الآفاق الوظيفية لأولئك الذين إختاروا الدراسة في روسيا أو يدرسون اللغة الروسية في بلدهم. إذْ تُوفرُ المشاريع الروسية - المصرية المشتركة التي يتمُ تنفيذها بالفعل وتلك التي من المُقرر إطلاقها في المستقبل القريب العديد من الفرص الوظيفية للمتخصصين الشباب من ذوي المؤهلات المناسبة ذات الصلة.

  • يجري تنفيذ مشروع المؤسسة الحكومية "روساتوم" بشكلٍ واسع النطاق في مصر – وهي أول محطة للطاقة النووية المصرية محطة "الضبعة"
  • في منطقة مدينتي بورسعيد والعين السخنة، يجري العمل على إنشاء منطقة صناعية روسية
  • قطاع السياحة يتطورُ بنشاط: إذْ أنَّ السائح الروسي هو واحد من أكثر السُياح عدداً في مصر
  • هناك مكاتب تمثيلية لمختلف المؤسسات والشركات الروسية، مما يفتحُ أيضاً فرصاً معينة للشباب المصري الذين قرروا ربط مصيرهم ومستقبلهم بروسيا

وعُموماً، فإنَّ اللغة الروسية جنباً إلى جنب مع التعليم الجيد تصبحُ ذات ميزة تنافسية كبيرة لأولئك الأشخاص الذين يُخطِطونَ لمستقبلهم، ويوجدُ لديهم طُموح، والذين هم منفتحون على آفاق المعرفة الجديدة.

البيت الروسي في القاهرة، Telegram

٢٥.١٠.٢٠٢٣
الفئات
العلامات
المقالات في مجلة HED
للأعلى