نواصلُ تعريف قرائنا بالطلاب الأجانب في الجامعات الروسية، الذين يمكن أن تصبح قصصهم مصدراً للمعلومات المفيدة لأولئك الذين يخططون للتوِ لمسارهم الوظيفي. ضيفنا اليوم في عمود مجلة HED_people إسمهُ أليكيدزرو كودزوفي أرمان، طالب في الدكتوراه في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية.
أليكيدزرو كودزوفي أرمان، طالب من توغو. طالب في قسم الدكتوراه في البرنامج الدراسي "النمذجة الرياضية، والطرق العددية وحزم البرمجيات" في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية
عمري 28 سنة، وأنا من توغو. أنا أدرسُ في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية منذ عام 2022 ميلادية. هنا أنهيتُ دراستي وتخرجتُ من الكلية التحضيرية لدراسة اللغة وتخرجتُ من قسم دراسات الماجستير في التخصص الدراسي: "نُظم وتكنولوجيا المعلومات". وأنا الآن أواصلُ دراستي في قسم الدكتوراه في البرنامج الدراسي "النمذجة الرياضية، والطرق العددية وحزم البرمجيات". إذْ يُركزُ عملي على حل المشاكل المعقدة من خلال إستخدام النماذج والخوارزميات الرياضية.
لقد إخترتُ الدراسة في الجامعة الروسية بسبب تقاليدها وشهرتها في الرياضيات القوية وجودة التعليم العالي في الهندسة والرياضيات التطبيقية. إذْ تُعتبرُ النمذجة الرياضية في روسيا مجالاً متطوراً للغاية وله تطبيقات عملية في مجال الصناعة.
في البداية كانت عائلتي قلقة في البداية من طول وبُعد المسافة، ولكنها دعمتني في نهاية المطاف، مدركةً أهمية هذه الفرصة لمستقبلي المهني.
فيما يخص الحياة المهنية في مجال تكنولوجيا المعلومات IT
منذُ سنٍ مبكرة في حياتي وأنا مهتمٌ بكيفية تفسير وشرح الرياضيات للعالم من حولنا. وبالنسبة لي، فإنَّ النمذجة الرياضية هي أسمى تطبيقات هذا العلم. إنهُ أمرٌ رائع لأنه يُتيحُ لك ويسمحُ بترجمة الظواهر الواقعية إلى معادلات رياضية وتحليلها والتنبؤ بسلوكها في ظل ظروف مختلفة. كما أستمتعُ بكتابة الخوارزميات لنمذجة العمليات الفيزيائية وتحسين الأنظمة في الوقت الفعلي.
هذا التخصص الدراسي ليس تخصصاً نظرياً فقط، بل يُساهمُ في حل مشاكل العالم الحقيقية. كما يُساعدُ علماء الرياضيات في نمذجة إنتشار الأوبئة، وتحسين العمليات الصناعية والتنبؤ بتغيرات المناخ. وقد ألهمتني هذه الصلة بينهما الإرتباط بالعالم الحقيقي من أجل إختيار هذا المسار الدراسي والمهني.
فيما يخص الدراسة والحياة والسكن في روسيا
عندما جئتُ إلى روسيا، أدهشتني كُثرةُ الموارد المخصصة للأبحاث والدراسات العلمية والإبتكارات. وبالتالي، فإن جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية معروفة ومشهورة بأبحاثها العلمية المتقدمة في مجال الرياضيات التطبيقية والتعاون مع المجالات الصناعية. كما يجمع برنامجي الخاص بي بين النظرية والتطبيق العملي، وخاصةً في مجال البرمجيات، وهو ما أجدهُ جذاباً للغاية ومُثيراً للإهتمام. وبالإضافة إلى ذلك، تُعدُّ إركوتسك مركزاً علمياً يُساهمُ في تطوير وتنمية التعاون الدولي.
أشاركُ بنشاط في المجموعات الدراسية وكذلك في الندوات الدراسية حول النمذجة والبرمجة. إذْ تُتيحُ هذه الفعاليات بتبادل الأفكار والعمل في مشاريع متعددة التخصصات. وخارج أوقات دراستي، أنا عضو في مجلس الطلاب الدولي، مما يُساعدني في التعرف على الثقافات الأخرى.
إنَّ أحد أكثر الفعاليات التي لا تُنسى في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية بالنسبة لي هو الإحتفال بعيد إفريقيا. إذْ أنهُ في كل عام، يُنظمُ الطلاب الأفارقة الإحتفال بهذا العيد للمشاركة في ثراء وتنوع ثقافتنا. ونُقدمُ في هذا اليوم العروض الموسيقية والرقصات التقليدية، وعروض الأزياء، والأطباق والمأكولات من مختلف البلدان الإفريقية.
لقد ساعدني الإحتفال بعيد إفريقيا على إظهار الإحترام لجذوري وتعزيز تواصلي مع زملائي في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية. كما تُظهرُ مثل هذه المناسبات والفعاليات أنهُ على الرغم من الإختلافات الثقافية يمكننا أن نجتمع معاً ونفهم بعضنا البعض بشكلٍ أفضل.
لقد فاجأتني الجامعة بالصرامة الأكاديمية والدعم الذي يُقدمهُ الأساتذة في المشاريع الصعبة، فضلاً عن الجو المتعدد الثقافات للحرم الجامعي الذي يضمُ طلاباً من جميع أنحاء العالم.
معلومات عن اللغة الروسية
كانت دراسة اللغة الروسية مُكثفة للغاية، حيثُ أنهُ من الضروري التواصل مع الزملاء وكذلك مع المعلمين. ساعدني في ذلك الدورات الدراسية للطلاب الأجانب، وكذلك التحدث يومياً مع الأصدقاء الروس لتعلم اللغة. وأكثر ما أستمتعُ به هو أنني أُحبُ التفاصيل الدقيقة للغة الروسية وثرائها الثقافي. في البداية، كنتُ قد واجهتُ صعوبات في التعامل مع القواعد اللغوية وتصريف الأفعال والقواعد اللغوية، ولكنني تمكنتُ من التغلب على هذه الصعوبات بفضل الدروس المنتظمة والتواصل المنتظم من خلال دراسة اللغة.
فيما يخص الخطط المستقبلية
بعد مناقشة والدفاع عن أطروحة الدكتوراه العليا (دكتوراه الدولة) وحصولي على درجة الدكتوراه العليا (دكتوراه الدولة)، أرغبُ في مواصلة العمل في مجال النمذجة الرياضية، سواءٌ في المجال والأوساط الأكاديمية الدراسية أوفي المجالات الصناعية.
أخططُ للبقاء في روسيا أو الإنتقال للعمل في شركة دولية حيثُ أنهُ لا يمكن الإستغناء عن مهاراتي في الأساليب والطرق العددية وإستخدام البرامج المتقدمة. كما أنني أفكرُ في العودة إلى بلدي توغو لتطوير بُنيتها التحتية التكنولوجية، ولكنني الآن منفتحٌ على الفرص والإمكانيات العالمية التي يُمكنُ أن تُقدم لي للعمل فيها.
٣٠.١٠.٢٠٢٤