التعليم الروسي للمواطنين الإثيوبيين

الصورة الرئيسية للمقالة

تتمتعُ روسيا وإثيوبيا بخبرة 125 عاماً من العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك، التعاون في مجال التعليم والعلوم. وخلال هذه الفترة، تم تدريب ودراسة أكثر من جيل واحد من المتخصصين في مختلف المجالات. وعلى الرغم من ذلك، هناك اليوم منافسة قوية في المجال التعليمي بين الجامعات في روسيا، وأمريكا الشمالية، وأوروبا، والصين. يُحدثنا السيد / ألكساندر يفستيجنييف، رئيس المكتب التمثيلي لهيئة التعاون الروسية في إثيوبيا، عن مزايا التعليم الروسي، والمسار الذي ينتقلُ به مُقدم الطلب من دراسته في المدرسة إلى أبواب الجامعة وما هي الآفاق التي يتمتعُ بها الخريجون الإثيوبيون من الجامعات الروسية.

تاريخ التعاون التعليمي

يتمُ تحديد الموقف من الدراسة في روسيا إلى حدٍ كبير من خلال العلاقات الودية التاريخية طويلة الأمد بين روسيا وإثيوبيا. خلال 125 سنة من تاريخ العلاقات الدبلوماسية كانت تلك العلاقات تشملُ التعاون الطويل جداً والمثمر في مجال التعليم.

على سبيل المثال، في بداية الستينيات (60)، بنى الإتحاد السوفيتي مدرسة فنية تتسعُ لـ  1000 شخص في مدينة بحر دار. وفي وقت لاحق، أصبحتْ هذه المدرسة معهد وهي موجودة الآن كوحدة تابعة لجامعة بحر دار.

وتجدرُ الإشارة هنا أيضاً إلى إستمرارية الأجيال داخل الأسر الفردية. وغالباً ما يُرسل الآباء الذين هم من خريجي الجامعات السوفيتية والروسية أطفالهم وحتى أحفادهم للدراسة في روسيا. وعلاوةً على ذلك، لا تقتصرُ جغرافية الدراسة على مدينتي موسكو وسانت بطرس بورغ، فالطلاب الإثيوبيون سُعداء جداً بالدراسة في الجامعات في المناطق الوسطى في روسيا، وكذلك في منطقة الأورال، وفي سيبيريا والشرق الأقصى.

نعم، الكلمات مثل "التعاون في مجال التعليم"، و"التعليم في روسيا" لهما وزن كبير في إثيوبيا. ولكن على الرغم من الإهتمام الكبير تقليدياً بالدراسة في الجامعات الروسية بين المتقدمين الإثيوبيين، لا توجدُ ضرورة لوجود أي من الأوهام. هنا في إثيوبيا، نحن (هيئة التعاون الروسية) نعملُ في ظروف المنافسة القوية، لأنَّ الجامعات الصينية، والهندية، والتركية، وكذلك الجامعات الأوروبية والأمريكية تُقاتلُ من أجل إستقدام الطلاب المتقدمين للدراسة في جامعاتها.

آفاق الطالب الخريج الإثيوبي

ما هي آفاق الطالب الخريج الإثيوبي من جامعة روسية؟ لديه خيَّاران.

الخيَّار الأول – هو بناء مهنة في روسيا. على سبيل المثال، يعملُ طبيبان إثيوبيان، من خريجي جامعة إيركوتسك الطبية الحكومية حالياً في موطني ومسقط رأسي في سيبيريا (بمدينة تولون). إنهم يعملون بنجاح، وهم محبوبون من قبل المرضى، والجميع يُعاملهم بشكلٍ رائع.

الخيَّار الثاني – هو العودة إلى الوطن. وهنا يجبُ أن يعمل الطالب الخريج بالضرورة لمدة ثلاث سنوات في الوزارة أو المؤسسة ذات الصلة التي وجهتهُ وأرسلتهُ للدراسة في الخارج. هذا نوع من الواجب تجاه الوطن الأم، الذي إستثمر فيه الكثير من الأموال أثناء مدة دراسته في الخارج.

وبالتأكيد، فمن الأفضل للجانب الإثيوبي أنَّ الخريجين من الجامعات الروسية الذين هم بطبيعة الحال مواطنين إثيوبيين العودة إلى وطنهم الأم. إذْ يُعاني هذا البلد النامي ديناميكياً من نقص معين في أعداد الكوادر والموظفين. ومن بين التخصصات ومجالات الدراسة الأكثر شعبية على الإطلاق، يوجدُ مجموعة كاملة من التوجهات والتخصصات التعليمية الكلاسيكية من: الأطباء، والمُعلمين، والمهندسين، والمهندسين الزراعيين. وهناك إهتمام كبير بالدراسة في تلك التخصصات المرتبطة بالنظام التكنولوجي الجديد. وهذه غالباً ما تكونُ في مجالات مثل: الفضاء، والإلكترونيات الدقيقة، والروبوتات التقنية، والذكاء الإصطناعي، والصناعة النووية، والطب الحيوي. أي أنَّ هذه هي التخصصات هي التي تسمحُ لنا بالنظر إلى المستقبل والتفكير بالمستقبل منذُ الآن.

ومن بين التخصصات ومجالات الدراسة الأكثر شعبية على الإطلاق، يوجدُ مجموعة كاملة من التوجهات والتخصصات التعليمية الكلاسيكية من: الأطباء، والمُعلمين، والمهندسين، والمهندسين الزراعيين.

طرق القبول

هناك عدة طرق للمواطنين الإثيوبيين لدخول الجامعات الروسية.

المنح الدراسية المجانية التي تُقدمها حكومة روسيا الإتحادية

بالنسبة للمواطنين الإثيوبيين، هناك خيَّاران للحصول على منحة دراسية مجانية.

  1. يتمُ إختيار الأشخاص المرشحين من قبل وزارة التربية والتعليم في إثيوبيا. حيثُ تقومُ الوزارة بجمع البيانات حول إحتياجات التوظيف للوزارات والإدارات الأخرى في إثيوبيا للسنوات القليلة المقبلة، وبالتالي تعملُ على إختيار أفضل المرشحين وتزويدنا بوثائقهم وبالتخصصات الدراسية التي سيدرسوا فيها. وبصفتنا مُنسقين لهذه العملية، فإنَّ مهمتنا هي التحقق من الوثائق والمستندات الأخرى، وإدخالها في قاعدة البيانات على موقع Education in Russia (التعليم في روسيا)، وتجميع قوائم التصنيف بناءاً على تحليل مُقارن للأداء التعليمي والدراسي للأشخاص المتقدمين.
  2. يتمُ الإختيار على أساس المنافسة العامة. إذْ يُمكنُ لأي شخص التسجيل في جامعة روسية بشكلٍ فردي، وبعد ذلك، يتوجبُ على الشخص النجاح في إجراءات الإختيار في المسابقة من خلال هيئة التعاون الروسية. وفي هذه الحالة، يُقدمُ المرشح شخصياً الوثائق على موقع Education in Russia (التعليم في روسيا). إذا كان الشخص لديه أداء تعليمي ودراسي ممتاز، فإنهُ يتمتعُ بإمكانية أكبر للسفر والدراسة في روسيا. ويوجدُ هناك الكثير من هذه الأمثلة.

ويوجدُ كذلك إمكانية أخرى - وهي الدراسة بموجب إحالة دراسية من المؤسسة أو الهيئة المعنية ذات الصلة. على سبيل المثال: (المؤسسة الحكومية) "روساتوم" تقومُ بإختيار المرشحين لتدريسهم وتدريبهم كمتخصصين ومهنيين في مجال الطاقة النووية. وهذه ممارسة رائعة مع إمكانيات كبيرة للتعاون. كما سيكونُ ذلك رائعاً أن تُقدمُ الشركات الروسية الكبيرة التي تدخل السوق الإثيوبية أيضاً منحاً دراسية تعليمية للمواطنين الإثيوبيين. الأمر نفسه ينطبقُ على الوزارات الروسية المختلفة. هنا مكتب التمثيل لهيئة التعاون الروسية على إستعداد للمساهمة في كل وسيلة ممكنة ومُتاحة، وتقديم الدعم الفني والمساعدة في تسجيل وإعداد الوثائق بأسماء المرشحين.

التسجيل والقبول بموجب العقد الدراسي الذي يتمُ إبرامهُ مع الجامعة على حساب ونفقة الطالب. في هذه الحالة، يُرسلُ مُقدم الطلب طلبهُ إلى الجامعة التي يختارها، وبعد النجاح في جميع إجراءات القبول والتسجيل ذات الصلة، يقومُ الطالب بإبرام وتوقيع العقد الدراسي مع الجامعي.

الإعلام

المصدر الأول والرئيسي لهذه المعلومات لمُقدم الطلب هو الأسرة. إذا درس الأجداد، والآباء، والأمهات، والأقارب في الإتحاد السوفيتي أو في روسيا، فإنهم ينصحون أولادهم وأحفادهم بتقديم وثائقهم للدراسة في الجامعات الروسية.

كما تقوم السفارة الروسية في إثيوبيا بالإبلاغ عن بدء الحملة التأهيلية على مواردها وفي وسائل الإعلام. وعلاوةً على ذلك، يقوم المكتب التمثيلي لهيئة التعاون الروسية في إثيوبيا بعمل إعلامي نشط مع الناس المهتمين بالحصول على التعليم في الخارج وذلك من خلال جميع القنوات المتاحة. كما أننا نقومُ بنشر المعلومات على شبكة الإنترنت، وكذلك في شبكات ومواقع التواصل الإجتماعية. وقد بدأنا التعاون بشكلٍ مثمر مع وزارة التعليم في جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الإتحادية، التي تقدمُ معلومات يتمُ تحديثها إلى المدارس الإثيوبية.

المعارض التعليمية - هي تنسيق ووسيلة للتواصل الممتاز. إنَّ رؤية العرض والدعوة على شبكة الإنترنت أو في الرسائل الإعلامية هو شيء، وشيء آخر هو اللقاء وجهاً لوجه والتحدث والإبتسامة لبعضنا البعض وفهم من هُمْ هؤلاء الروس من بلدٍ بعيدة تقعُ في الشمال حيثُ نحنُ مدعوون للدراسة في ذلك البلد.

اللغة الروسية

يرتبط التعليم في روسيا إرتباطاً وثيقاً بدراسة اللغة الروسية. وهناك توجدُ طريقتان ممكنتان لإتقان ومعرفة اللغة.

الطريقة الأولى – هو الدراسة في الكُلية التحضيرية، حيثُ يدرس الطالب اللغة الروسية لمدة عام دراسي واحد، وبعد ذلك يُمكنهُ الدراسة في تخصصه الذي يرغبُ بدراسته.

الطريقة الثانية – هو دراسة اللغة الروسية في سنوات الدراسة في المدرسة، ومن أجل الإقتراب من لحظة التسجيل والقبول، لا بُدَّ من وجود مستوى كافٍ للتحدث والكلام باللغة الروسية. واليوم، يوجدُ هناك دورات في اللغة الروسية في المركز الروسي للعلوم والثقافة في أديس أبابا (مركز بوشكين) (The Pushkin Center).

بدلاً من الكلمات اللاحقة

قبل سنتين، فإنهُ وفقاً للمنح الدراسية التي تُقدمها حكومة روسيا الإتحادية، تم إرسال 35  طالباً إثيوبياً للدراسة في الجامعات الروسية، وفي عام 2023 ميلادية كان عدد تلك المنح الدراسية  100  منحة. كما تم تخصيص 100 منحة دراسية مجانية للعام الدراسي  2024/2025 ميلادية. وعلى الرغم من حقيقة أنَّ الدراسة في روسيا مجانية للطلاب الإثيوبيين وطلاب الدراسات العليا (الدكتوراه)، إلا أنَّ تكلفة ونفقات تذاكر الطيران والسفر، والسكن والمعيشة، والنفقات الأخرى ذات الصلة قد تُشكلُ عقبات جِدّية وصعوبات بهذا الخصوص. وفي هذا الجزء، تُقدمُ الحكومة الإثيوبية الدعم المالي لطلابها الذين يُسافرون للدراسة خارج البلاد، بما في ذلك، الدراسة في روسيا. وبالنظر إلى مدى صعوبة عملية التسجيل والقبول في الجامعات الأجنبية، والصعوبات التي تُرافقها، يُمكنُ القول إنَّ أولئك الذين يُصبحون طلاباً في نهاية المطاف هم الأفضل على الإطلاق.

واليوم، نرى إهتماماً كبيراً من جانب الجامعات الروسية بالطلاب الإثيوبيين المتقدمين للدراسة. حيثُ يأتي ممثلون عن الجامعات الروسية إلى هنا بمقترحاتٍ ومشاريع محددة تتعلقُ بالتعاون في مجال التعليم. إذْ لعب إنضمام إثيوبيا إلى مجموعة دول "بريكس" دوراً مهماً في هذا الخصوص، وكذلك المسار الذي حددهُ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتكثيف الإتصالات والتعاون مع دول القارة الإفريقية بأكملها.

٢٥.١٠.٢٠٢٣
الفئات
العلامات
المقالات في مجلة HED
للأعلى