نعملُ على توحيد الناس والبلدان .المجلس التنسيقي للمواطنين الروس المغتربين في زامبيا

تتمتعُ العلاقات الروسية – الإفريقية بآفاقٍ كبيرة في كثير من المجالات مثل الأعمال التجارية، والسياحة، والثقافة والتعليم. إذْ يُمكنُ للمجالس التنسيقية للمواطنين الروس المغتربين لعب دور مهم يكون بمثابة جسر للتواصل بين الدول الإفريقية وروسيا، حيثُ تتكون هذه المجالس من أشخاصٍ يعيشون في بلدٍ معين لسنواتٍ طويلة، والذين هم على معرفة ودراية بخصوصيات الثقافة والعقلية والتفكير المحلي في البلد الذي يعيشون فيه، والذين هم متخصصون في مجالاتٍ مختلفة، ويكونون على دراية ومعرفة جيدة بالوضع القائم في ذلك البلد.

وفيما يخصُ أنشطة المجلس التنسيقي للمواطنين الروس المغتربين في زامبيا، تُحدثنا السيدة / أولغا باتسيك، رئيسة المجلس التنسيقي عن أنشطة هذا المجلس وعن مشاريعه وفعاليته الأكثر نجاحاً في ترويج وتعزيز مكانة اللغة والثقافة الروسية في البلاد.

أولويات المجلس

تأسس المجلس التنسيقي للمواطنين الروس المغتربين في زامبيا (رابطة أصدقاء روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة عن روسيا في جمهورية زامبيا) في عام 2007 ميلادي. وللمجلس عدة أهداف نذكر منها:

• توحيد الأشخاص الناطقين باللغة الروسية، المقيمين في زامبيا حول ثقافة مشتركة؛
• المساعدة في العثور على الأشخاص المناسبين، وكذلك المساعدة في التواصل مع الآخرين والحصول على المعلومات ذات الصلة؛
• لنقل المعلومات المهمة إلى مواطنينا المغتربين في زامبيا، سواءٌ كان الأمر يتعلقُ بتغييرات في التشريعات والقوانين الروسية أو الفرص الثقافية، أو التعليمية أو السياحية.

نحن نُساعدُ مواطنينا في العثور على إجابات على أسئلتهم المُلحة والهامة، وإيصالهم بالمتخصصين اللازمين لمساعدتهم، وتقديم المساعدة والتوجيه اللازم للأشخاص القادمين حديثاً إلى زامبيا، وتنظيم الفعاليات المختلفة حتى يتمكن الناس من الإلتقاء، وقضاء الوقت معاً في بيئة ثقافية مناسبة، وتوحيد الجهود حول القيم العليا المشتركة بينهم.

المشروع الأساسي

يوجدُ لدى المجلس التنسيقي للمواطنين الروس المغتربين في زامبيا صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي على الفيسبوك ((Facebook* ومجموعة تواصل على الواتساب ((WhatsApp، حيث نقوم أنا وزملائي بنشر المعلومات ذات الصلة والعمل في جميع المجالات. أنا أعملُ كمُدَّرِسة ومؤهلة في علم اللغة من حيثُ التعليم والمهنة، وكنتُ أعتبرُ دائماً بأنَّ المجال التعليمي هو مجال مهم للغاية. كما أنَّ الدورات الدراسية، والحلقات والنوادي الدراسية، ومدارس نهاية الأسبوع، كل هذا يُعطي الفرصة لشبابنا للتعرف والإطلاع على الثقافة الروسية، والحفاظ على مهاراتهم في اللغة الروسية، وتحسين مستوى معرفتهم باللغة الروسية، وإكتساب المهارات الإبداعية، والموسيقية، وكذلك مهارات التمثيل، كل هذا يكون بمثابة مراكز قوية لتوحيد مواطنينا المغتربين.
ولذلك، فإنهُ في عام 2021 ميلادي، في البيت والمركز الروسي في مدينة لوساكا، وبدعم من المكتب التمثيلي لهيئة التعاون الروسية في زامبيا، نظمتُ أنا وزملائي لإفتتاح مدرسة السبت للغة الروسية والفنون الشعبية والإبداع "المفتاح الذهبي". إذْ يبلغُ متوسط عدد التلاميذ في المدرسة 25 طفلاً، حيثُ تتراوحُ أعمارهم بين 5  و 16 عاماً. وبالإضافة إلى دراسة اللغة الروسية، يتعلمُ هؤلاء الأطفال الحِرَفَ المهنية الشعبية الروسية، ويشاركون في المسابقات، والفعاليات المختلفة، وكذلك في تقديم العروض الإستعراضية.

كما أننا نعملُ معاً على إعداد وتحضير عروض الحفلات الموسيقية للعطلات الرسمية، مثل عيد الوحدة الوطنية، وعيد رأس السنة الجديدة، والإحتفال بالأعياد التقليدية، وتنظيم عروض لعرض الأفلام الوطنية، والحكايات الخيالية الروسية، والأفلام المناسبة ليتم عرضها وتقديمها للعائلات.

مدرستنا التي تُسمى مدرسة السبت - هي مدرسة مخصصة للأطفال الذين يتكلمون بلغتين، والذين يتحدثون اللغة الروسية بمستويات ودرجات متفاوتة من حيث إتقانهم وتحدثهم باللغة الروسية، حيثُ يتم إجراء جميع الدورات والأنشطة باللغة الروسية. كما يرغبُ الآباء من المغتربين الروس في أن يُحافظ أطفالهم على مهاراتهم في اللغة الروسية وتحسين مستوى معرفتهم اللغوية والبقاء على تواصل مع روسيا. ويُفكرُ البعض الآخر من هؤلاء الآباء في إمكانية تسجيل أطفالهم في الجامعات الروسية. كما أنَّ الدراسة في المدرسة هو مجاني وبدون دفع أي رسوم.

ولسوء الحظ، لا تُتاحُ للأطفال في الوقت الحالي الفرصة لدراسة المواد الدراسية الأخرى مثل: الرياضيات، والفيزياء والكيمياء. وعلى الرغم من أنَّ مثل هذه الفرصة من شأنها أن تُعطي دافع جديد لزيادة الإهتمام بالتعليم، حيثُ يتم تدريس هذه المواد الدراسية على مستوى عالٍ في نظام التعليم الروسي.

لقد أثمرَ عمل مدرسة السبت وحقق نتائج مذهلة ورائعة. إذْ إزدادَ إهتمام الأطفال أكثر بدراسة اللغة الروسية ودراسة روسيا نفسها، وبدؤوا التواصل والتفاعل وتكوين صداقات خارج المدرسة، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الفعاليات والأنشطة الدولية، والقيام بعمل الرحلات الثقافية والتعليمية إلى روسيا. كما إزدادت مشاركة البالغين في أنشطتنا المشتركة.

* معترف بها كمنظمة متطرفة على أراضي روسيا الإتحادية

الفعاليات والمناسبات الرئيسية

بالإضافة إلى إجراء الدروس في اللغة الروسية، والفنون الجميلة والفنون التطبيقية، فإننا نُشجعُ الشباب على المشاركة في المسابقات الوطنية، والإقليمية والعالمية (على سبيل المثال، مسابقات القُراء، والرسم)، ونساعدهم على الإستعداد والتحضير لها.

غالباً ما تُقام هذه الفعاليات بالتتزامن مع تواريخ مختلفة في التقويم الروسي. كما نعمل على تنظيم حفل توزيع الجوائز للفائزين مع تقديم الشهادات والهدايا التذكارية لهم.

يمكن أن تكون الرحلة إلى روسيا أيضاً جائزة ومكافأة للفوز في المسابقات العالمية وهي تكون دائماً الجائزة والمكافأة الأكثر رغبة بالنسبة للأطفال. وعندما تُتاحُ الفرصة للطفل الذي لم يسبق له أن زار روسيا بفضل فوزه في المسابقة، فإنَّ هذه الفرصة تبقى في قلبه إلى الأبد.

تُقدمُ مدرسة السبت دروساً مخصصة لمناسبات مختلفة في التقويم الروسي، مثل عيد روسيا، وعيد الأسرة (العائلة)، وعيد الحب والإخلاص، وعيد الوحدة الوطنية، ومن خلال هذه الدروس، يتعلمُ الأطفال حقائق متنوعة عن روسيا، ويشاهدون مقاطع فيديو عن روسيا ويناقشون تلك الفيديوهات التي تتعلقُ بروسيا، كما ويشاركون في الأنشطة الإبداعية، التي تُعززُ تعلمهم ومعرفتهم من خلال تلك المشاعر الإيجابية التي يحصلون عليها نتيجة معرفتهم أكثر عن روسيا.

كما يتم التركيز والإهتمام بالتعليم والثقافة الوطنية للأطفال. وهذا العام، هو عام الذكرى السنوية، الذي يُصادفُ ذكرى إعلانه بأنه عام الإنسان المُدافع عن الوطن، وقد نظمنا بهذا الخصوص سلسلة من الدروس الوطنية وجلسات عمل قصيرة مدتها خمس دقائق، بالإضافة إلى عروض الأفلام. على سبيل المثال، خلال الجلسات التي إستمرت مدتها خمس دقائق، تعلم الأطفال الكثير بشكلٍ موجز، ولكن هذه المدة كانت كافية وواضحة وسهلة الفهم والإستيعاب بالنسبة لهم فيما يخص الحصار والخبز، والأبطال من الأطفال، ومعدات مثل الدبابات الأسطورية من طراز Т-34  وكاتيوشا، و "ساحرات الليل".

ومن بين التواريخ الخاصة بالنسبة لنا هي دائماً يوم الكتابة السلافيانية (السلافية)، وعيد ميلاد أليكساندر سيرجييفيتش بوشكين. وفي بداية شهر يونيو، نُنظمُ بشكلٍ تقليدي مهرجاناً كاملاً مخصصاً للغة الروسية: كما نقومُ بإجراء وعمل المسابقات المختلفة، وكذلك نقومُ بعمل حفلة وأُمسية إحتفالية تخليداً لذكرى أليكساندر سيرجييفيتش بوشكين. إنَّ هدفنا ومهمتنا هي البحث بإستمرار عن أفكار وأشكال جديدة لمفاجأتك بشيءٍ ما يكونُ جديداً في كل مرة، وكذلك البحث عن شركاء لتنفيذ مشاريع جديدة مشتركة تكون مثيرة للإهتمام.