
"هيا بنا لننطلق!" – هي أشهر صيغ وعلامات التعجب الروسية: وهي الكلمة التي نطق بها "رائد الفضاء رقم 1" يوري غاغارين قبل ثانية واحدة من إطلاق أول مركبة فضائية بشرية في العالم. وكان أحد أهم الأسئلة الروسية – "ما الذي يجب القيام به؟ - كان عنوان إحدى أشهر الروايات الروسية الأكثر شعبية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادية.
واليوم، سوف نطرح هذا السؤال (وغيره) من الأسئلة الأساسية نيابةً عنكم أيها الأصدقاء الأعزاء؛ وسوف نطرحها اليوم على من سيساعدكم بالتأكيد في العثور على الإجابات الصحيحة. ربما يمكنك الآن أن تقرر بنفسك بالتأكيد: "الدراسة في روسيا؟"هيا بنا لننطلق!"
ولذلك، فإنَّ محاورنا هو بافيل أناتوليفيتش شيفتسوف، نائب رئيس هيئة التعاون الروسية، وهي وكالة حكومية إتحادية تابعة لروسيا الإتحادية، وهي الجهة الرئيسية المنظمة والمنسقة والمنسق الرئيسي للتعاون الدولي لروسيا في مجالات التعليم، والعلوم والثقافة؛ والترويج للغة الروسية في العالم؛ والتفاعل والتعاون مع المنظمات العامة للمواطنين من أبناء الوطن، المقيمين في الخارج وغير ذلك الكثير.
حيثُ يتم تمثيل الوكالة في 71 دولة في العالم من خلال 87 مكتباً تمثيلياً – وهي عبارة عن مراكز العلوم والثقافة الروسية في الخارج، والتي تسمى بشكلٍ غير رسمي "البيت / المركز الروسي".
بافيل أناتوليفيتش شيفتسوف، نائب رئيس هيئة التعاون الروسية، خريج كُلية التاريخ في جامعة موسكو الحكومية التربوية، يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، ودرجة الدكتوراه العليا (دكتوراه الدولة) في العلوم الإقتصادية، والمستشار الحكومي الحالي في روسيا الإتحادية، وحاصل على شهادة ثناء وتقدير من رئيس روسيا الإتحادية.
إلى روسيا - لماذا؟
- يحلم أي شاب في أي بلد في العالم بمستقبل جيد، ويحلم بأن يصبح ناجحاً وأن يُنجز أي شيء في الحياة. والتعليم هو الأداة لبناء مثل هذا المستقبل المنشود والمرغوب فيه. وهذا هو السبب في أنَّ إختيار التعليم مهم جدَّاً، وغالباً ما يكون ذلك مصيرياً... لذلك، وبالإجابة على سؤالك لماذا يجب على الشاب أن يُسافر إلى روسيا من أجل الحصول على التعليم العالي، وما هي الفوائد التي سيحققها من هذا الأمر، سأجيبُ هنا على هذه الأسئلة: في روسيا سيحصل الشاب على أداة جيدة لمستقبله! لأنه، أولاً، إنه تعليم عالي الجودة.
ثانيا، إنَّ روسيا تُعطي الآن تلك الصورة للعالم، تلك القيم التي تلتزم بها. وهي قيم الأسرة القوية وحب الوطن، والإحترام المتبادل.
وهناك تجاوب كبير في العالم: نرى ذلك في بلدان جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية والقارة الأفريقية، وبالمناسبة، في أوروبا نفسها، هناك الكثير من الناس الذين يشاركون هذه القيم. وإدراكهم البديهي هو أنَّ نظرتنا للعالم متوازنة ومعقولة، ولذلك فإنهم يقررون السفر إلى روسيا. إذن، هناك سببان مهمان للغاية لهذا الإختيار – هما جودة التعليم وقيم الحياة المشتركة.
كما أودُ أن أذكر أيضاً العامل الثالث – وهو التجربة الإيجابية للمواطنين الأكبر سناً الذين حصلوا على شهادات من الجامعات السوفيتية أو الروسية وأصبحوا في بلادهم رؤساء شركات كبيرة، وشخصيات حكومية عامة ورسمية، ودبلوماسيين....
العوامل الرئيسية في إختيار روسيا - هي جودة التعليم وقيم الحياة المشتركة، والخبرة والتجربة الإيجابية للمواطنين الأكبر سناً.
هل تضمن المدرسة العليا الروسية الحصول على شهادة جامعية سيتم الإعتراف بها في بلدان أخرى؟
- يُطرحُ هذا السؤال بين بعض المتقدمين الأجانب الراغبين بالدراسة فيما يتعلق بالمعلومات التي تُفيدُ بأنَّ روسيا تنسحب من ما يسمى إعلان بولونيا التعليمي. لكن الإعتراف الدولي بالوثائق التعليمية لا يعتمد على ما إذا كان البلد طرفاً مشاركاً في إتفاقية بولونيا أم لا. وإسمحوا لي أن أذكركم بأنَّ هذه الإتفاقية (إعلان بولونيا التعليمي)، التي تُحدد بعض المناهج التعليمية المشتركة للتعليم العالي تشارك فيها اليوم بشكل أساسي الدول الأوروبية.
ومع ذلك، فإنَّ العديد من دول العالم ليست جزءاً من نظام / إعلان بولونيا التعليمي، وهو ما لا يتعارضُ مطلقاً مع شراكتهم التعليمية الدولية. على سبيل المثال، يأتي شباب من الصين، وهي دولة غير طرف في الإتفاقية (إعلان بولونيا التعليمي) إلى روسيا كثيراً للدراسة، وكذلك يُسافرُ طلابنا إلى الصين للدراسة بدون أية مشاكل في الإعتراف بالوثائق التعليمية.
كما أنَّ المناهج والآليات القانونية للإعتراف بالوثائق التعليمية معروفة جيداً ويتم تطبيقها على نطاقٍ واسع في العالم. وعلى وجه الخصوص، فإنَّ أحد الأشكال الشائعة هو الإعتراف التلقائي المتبادل بالوثائق التعليمية بين دولتين بموجب إتفاقية حكومية دولية خاصة بهذا الإعتراف.
ولدى روسيا حالياً إتفاقيات من هذا القبيل مع أكثر من 70 دولة، والقائمة تتوسعُ كل عام. وبعض هذه الإتفاقيات سارية المفعول منذ زمن الإتحاد السوفييتي، كما هو الحال مع الهند أو مع العديد من الدول في القارة الأفريقية.
هناك شكل آخر متعارف عليه في مسألة الإعتراف بالوثائق التعليمية وهو الإعتراف على المستوى الوطني بالشهادات الجامعية (الدبلومات)، الصادرة عن جامعات أجنبية محددة. على سبيل المثال، في روسيا، هناك حوالي 400 مؤسسة في التعليم العالي في العالم مدرجة في هذه القائمة. ويتم الإعتراف بشهاداتها الجامعية تلقائياً على أراضي روسيا الإتحادية حتى لو لم يكن لدى روسيا مثلاً أي إتفاقية حكومية دولية بشأن الإعتراف المتبادل بالوثائق التعليمية مع البلد المعني. وهذا النظام معمول به على سبيل المثال، في مصر، وكذلك في العديد من دول الشرق الأوسط، حيثُ يتم الإعتراف بالشهادات الجامعية، الصادرة من بعض الجامعات الروسية تلقائياً.
وأخيراً، فإنَّ الآلية الثالثة للإعتراف بالوثائق التعليمية هي ما يسمى بإجراءات التوثيق والتصديق الحكومي على تلك الوثائق، الذي يتم تصديقها في جميع الحالات، ما لم يكن هناك إتفاقية حكومية دولية خاصة بشأن الإعتراف المتبادل بالوثائق التعليمية بين الدول المعنية بهذا الخصوص. كما أنَّ قواعد وشروط التصديق على الشهادات (الدبلومات)، التي يُقصدُ بها إجراءات الإعتراف بشهادة أجنبية (دبلومات) أجنبية على أراضي بلدٍ ما منصوصٌ عليها بوضوح في تشريعاتها وقوانينها الوطنية.
إذا كان الشاب ينوي السفر إلى روسيا للدراسة، فيمكنه أولاً معرفة ما إذا كان هناك إتفاقية للإعتراف المتبادل بالشهادات الجامعية (الدبلومات) بين بلدينا، أو ما إذا كانت هناك أي تنسيق وتعاون فيما يخصُ مسألة وأشكال الإعتراف الأخرى التي ذكرناها أعلاه.
وإذا تحدثنا عن الإعتراف غير الرسمي أو بعبارة أخرى حول الشعبية المتعارف عليها والسمعة، والطلب على الشهادة الجامعية (الدبلوم) الروسية بين مواطني الدول الأخرى، فإنَّ الطلب عليها يتزايدُ، وذلك لأنَّ التعليم العالي الروسي يُعدُ بالفعل واحداً من الأفضل في العالم من حيث السعر / الجُودة. واليوم، هناك بالفعل أكثر من 380,000 طالب أجنبي، يدرسون في الجامعات الروسية - وهو عددٌ كبير جداً من الطلاب. وبحلول عام 2030 ميلادية، نتوقعُ زيادة العدد ليصل إلى 500 ألف طالب أجنبي!
"اليوم، هناك بالفعل أكثر من 380,000 طالب أجنبي، يدرسون في الجامعات الروسية - وهذا عدد كبير جداً من الطلاب".
هل تظل روسيا بلداً مفتوحاً وتبقى آمنة للطلاب الأجانب ليدرسوا فيها؟
- بالطبع ومما لا شكَ فيه أنَّ روسيا كانت ولا تزال واحدةً من أكثر الدول أماناً في العالم. يمكنني قول ذلك لأنني أسافرُ كثيراً في جميع أنحاء روسيا، وأتحدثُ كثيراً مع رؤساء الجامعات، ومع حُكام المناطق والأقاليم الروسية. وجميعهم يتحدثون عن التدفق الكبير للطلاب الأجانب من جميع أنحاء العالم. لا بُدَّ أنك توافقني الرأي بأنَّ الشباب لن يرغبوا في القدوم إلينا إذا إعتقدوا أنَّ الوضع غير آمن هنا.
ومع ذلك، فإنَّ بعض الخرافات والأساطير حول روسيا لا تزال كما هي، على سبيل المثال، أنَّ فصل الشتاء يبقى على مدار السنة "وأنَّ الدببة تمشي في الشوارع"... وما هي تصورات الناس الأجانب وجمهور الشباب اليوم عن "المناطق في أقصى شمال البلاد"؟
- وبالطبع، فإن الخرافات والأساطير حول "الدببة التي تمشي في الشوارع" أصبحت شيئاً من الماضي، ولا يتم التعبير عنها الآن إلا على سبيل المزاح. إنَّ شباب اليوم متفهمون للغاية ويمكنهم التحقق من أي معلومة من خلال الدخول إلى شبكة الإنترنت. وما يرونه هناك: أنَّ مدينة موسكو ومدينة سانت بطرس بورغ من أجمل المدن في العالم. وأنَّ روسيا هي بلد كبير جداً وذو طبيعة غنية بثقافتها وتقاليدها ..... بالطبع، يمكن العثور على كل شيء على شبكة الإنترنت، بما في ذلك، الكثير من المعلومات المُشوهة والمزيفة. ولكن إذا كان الشخص يعرف كيف يُقيّمُ المعلومات بطريقة النقد، يتبينُ أنَّ الإنترنت هو أداة جيدة جداً للبحث عن الحقيقة. ولذلك، يتم تبديد جميع الصور النمطية على الفور.
كيف ينظر الجمهور الأجنبي من جيل الشاب اليوم إلى بلدنا؟ إنهم ينظرون إلى بلدنا بإهتمام كبير، حيثُ يحصلون على أوسع الخيارات للإقامة والدراسة الأكثر راحة بالنسبة لهم.
دعني أشرح ما يلي. الحقيقة هي أنَّ روسيا، بالإضافة إلى نظام التعليم العالي التنافسي فيها، تتمتع بالعديد من الخصائص الفريدة التي أعتقد أنها تُضيفُ بجدية إلى جاذبيتها في نظر الطلاب المتقدمين للدراسة مستقبلاً. أولاً، التنوع الإستثنائي الموجود فيها في الظروف الطبيعية والمناخية.
ولهذا السبب، يمكن لكل من إختار روسيا لمواصلة تعليمه أن يختار منطقتها الجغرافية حسب رغبته:
بعض الناس يفضلون المناخ الجنوبي الدافئ، بينما يحلمُ آخرون برؤية الشتاء الثلجي بأم عينيه. سوف يجدُ هؤلاء كل هذا في بلدنا.
السمة الجذابة الثانية في روسيا - هي العامل الديني: جميع ديانات العالم موجودة في روسيا. ويمكن للشباب من البلدان الإسلامية، على سبيل المثال، أن يختاروا الدراسة في تلك المناطق الروسية، التي يعتنقُ سكانها الإسلام تقليدياً - في جمهورية تتارستان، وفي جمهوريات القوقاز.
ويوجد هناك مناطق روسية تعتنقُ الديانة البوذية تاريخياً. ناهيك عن المناطق ذات التقاليد والديانة المسيحية الأكثر إنتشاراً في البلاد. وبعبارةٍ أخرى، يُمكنُ لأتباعِ الديانات المختلفة أن يجدوا في روسيا ظروفاً مقبولة ومناسبة لهم.
وأخيراً، حتى طول البلاد الضخم له مزاياه. على سبيل المثال، بالنسبة للعديد من الطلاب من جنوب شرق آسيا، والصين وفيتنام، فإنَّ الجامعات الواقعة في الشرق الأقصى الروسي هي ملائمة لهم من الناحية اللوجستية. من هنا، يُمكنُ للطلاب السفر إلى بلادهم في كثير من الأحيان، وليس فقط خلال العطلات الصيفية، مع توفير الوقت والمال على حدٍ سواء.
"بعض الناس يفضلون المناخ الجنوبي الدافئ، بينما يحلمُ آخرون برؤية الشتاء الثلجي بأم عينيه. سوف يجدُ هؤلاء كل هذا في بلدنا...".
لقد تم إتخاذ القرار. ما العمل؟
يوجد في روسيا 15 مدينة يزيدُ عدد سكانها عن المليون نسمة، وعشرات المدن الكبرى، ومئات الجامعات... يرجى `ذكر الخطوات العملية الخمس الأولى الإلزامية، التي يجب أن يتخذها الشاب الذي إتخذ قراراً مبدئياً بالدراسة في روسيا ...
- أولاً، بالطبع، من الضروري تحديد والإشارة في أي منطقة من مناطق روسيا الإتحادية يرغب الشاب في الدراسة والعيش فيها، لأنه، كما ذكرنا أعلاه، فإنَّ الظروف المناخية، والدينية واللوجستية في أجزاء مختلفة من البلاد هي متنوعة وكثيرة للغاية. إختر تلك الظروف التي تناسبك.
ثانياً، إهتمْ بالتفاصيل، لأنها قد تكون مهمة للغاية. على سبيل المثال، في مدينة موسكو، كما هو الحال في أي عاصمة، تكون الإقامة والسكن في موسكو أغلى إلى حدٍ ما من غيرها المناطق الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فهي مدينة كبيرة جداً، ولها خصائصها التي تتميزُ بها، مثلها مثل باقي المدن الأخرى، التي يبلغ عدد سكانها عدة ملايين، قد لا تكون مريحة للغاية بالنسبة لشخصٍ معتاد على أجواء أكثر هدوءاً ومسافات أكثر إحكاماً.
في هذه الحالة، يمكنك الإنتباه إلى المراكز المدنية الحضرية الصغيرة نسبياً في روسيا، والتي يوجدُ فيها أيضاً جامعات جيدة جداً. تعرفْ على المزيد من التفاصيل ليس فقط عن المنطقة، ولكن أيضاً عن الجامعة التي تختارها. على سبيل المثال، هل الحرم والمباني الجامعية والسكن الجامعي الطلابي قريبان من بعضهما البعض، أم ستحتاج إلى إستخدام وسائل النقل العام للوصول إليها؟
تعرف على كل ما يتعلق بالخدمات الموجودة في داخل مباني الحرم الجامعي - أين يمكنك الذهاب إلى مكان الحلاقة لحلاقة الشعر، وأين يمكنك تناول الطعام، وكيف يتم الحصول على الرعاية الطبية؟ كيف يتم تنظيم الأنشطة الترفيهية، ليس فقط في الجامعة، ولكن أيضاً في المدينة، التي تنوي الدراسة فيها، حيثُ لن تقتصر حياتك الطلابية بالتأكيد على مسار وطريق واحد وهو "الجامعة - السكن الجامعي الطلابي – والمكتبة". يتوجبُ عليك معرفة المدينة ومعالمها السياحية وخدماتها الموجودة فيها، وبالطبع، الأمور المتعلقة بالسلامة والآمان. وبشكلٍ عام، كلما عرفت تفاصيل أكثر عن المكان الجديد، كلما كانت فترة التأقلم أسرع وأسهل عند وصولك وبدء الدراسة.
النقطة الثالثة والمهمة: إذا كان ذلك ممكناً، حددْ بالضبط البرنامج التعليمي الذي ترغب في دراسته من أجل التحضير والإستعداد له على الفور. على سبيل المثال، قد ترغب في مراجعة وتكرار المواد الدراسية في مواد كالرياضيات أو الفيزياء إذا كنت قد إخترت التوجه والتخصص الدراسي في العلوم التقنية، أو في الكيمياء والبيولوجيا، أو إذا كنت قد إخترت الجامعة الطبية. ولأنَّ مستوى التدريس في الجامعة الروسية عالٍ جداً، فإنهُ سيكون من المهم بالنسبة لك أن تتعلم المادة الدراسية للبرنامج الجامعي منذ المحاضرات الأولى. ولهذا، أنت تحتاج إلى قاعدة قوية من المعرفة المدرسية.
النقطة التالية هنا هي: من المهم جداً تحديد اللغة التي تريد الدراسة بها. تمارس الجامعات الروسية التدريس باللغة الإنكليزية، ومع ذلك، يتم تنفيذ قطاع كبير من البرامج التعليمية باللغة الروسية. إذا كان التعليم في مجال الدراسة الذي إخترته يتم بهذه اللغة، فمن الضروري الخضوع لدورة تدريبية أولية باللغة الروسية في الكلية التحضيرية لدراسة اللغة.
وأخيراً، النقطة الخامسة الضرورية: حاول أن تعرف مسبقاً قوانين وتشريعات وتقاليد البلد والمنطقة التي إخترتها. ما يمكنك فعله، وما هو مسموحٌ به، وما هو غير مسموح به، أو حتى ما هو ممنوع صراحة، حتى لا تقع في موقفٍ محرج.
ربما تكون هذه هي مجموعة من الأسئلة الأساسية، التي يجب معرفتها قبل المجيء والسفر إلى روسيا. إذا كان الشاب يعيش في بلدٍ يوجد فيه مركز تابع لهيئة التعاون الروسية، فالطريقة السهلة هي القيام بزيارة إلى هذا المركز، وسيُّسعدُ موظفونا بإخبارك عن خصوصيات السكن والإقامة والدراسة في روسيا.
ما هي المهارات التي ستكون مفيدة للغاية للشاب من أجل السكن والإقامة والدراسة بنجاح في روسيا؟
- أولاً وقبل كل شيء، هي الرغبة والقدرة على التعلم والدراسة. هذه هي المهارة التي يتطلبها التعليم الجامعي - وهو مسعى جاد وذو مسؤولية، وهذا هو أهم مرحلة في حياة الإنسان. وتأتي بعد ذلك بالطبع مهارات التواصل، لأنَّ الشاب القادم إلى روسيا من الخارج سيحتاج إلى التواصل الفعلي الجاد مع المُدرسين، وكذلك مع مكتب عميد الكلية، ومع زملائه من الطلاب في الدراسة من أجل الإندماج بشكلٍ مريح وسريع في بيئة جديدة بالنسبة له. وهناك نقطة إلزامية أخرى - هي الإمتثال للقوانين والتشريعات المعمول بها في روسيا كبلد مضيف للطالب، وقواعد الحياة الإجتماعية، والمعايير والقوانين المعمول بها في الجامعة.
البيت / المركز الروسي كمستشار يُقدم المساعدة ...
توجد اليوم البيوت / المراكز الروسية في ما يقربُ من مائة دولة حول العالم. كيف يمكن أن تكون هذه البيوت / المراكز الروسية مفيدة للمتقدمين للدراسة وكذلك لأولياء أمورهم وآبائهم في تطوير أي من المهارات التي ذكرتها أعلاه، وهل يمكن لتلك البيوت / المراكز الروسية أن تساعدهم؟
- في الواقع، من ناحية، نتوقع من الطلاب الأجانب القادمين للعيش والدراسة في روسيا أن يحترموا ويلتزموا بالقوانين، والأعراف والمعايير الروسية. ولكن، من ناحية أخرى، يجب علينا أيضاً أن نفعل كل شيء حتى يشعر الشباب من الدول الأخرى بالراحة في روسيا ويعتبرونها وطنهم الثاني.
وهذه هي إحدى مهام هيئة التعاون الروسية وبعثاتها الخارجية. ولهذا السبب، فإننا نلتقي دائماً مع الشباب قبل مغادرتهم ونُقدمُ لهم المشورة، ونُجيبُ على جميع أسئلتهم التي تهمهم. كما أنَّ أبواب البيوت / المراكز الروسية مفتوحة دائماً لأصدقائنا الشباب الأجانب، الذين قرروا بالفعل متابعة دراستهم للحصول على التعليم العالي في روسيا، ولأولئك الذين لا يزالون يفكرون في ذلك، أو الذين يريدون فقط التعرف على بلدنا بشكلٍ أفضل - لمعرفة تاريخه، وثقافته، وتعليمه ولغته.
كما أنَّ هيئة التعاون الروسية هي عامل رئيسي في إختيار المواطنين الأجانب للدراسة مجاناً في روسيا على حساب ونفقة الميزانية الروسية. من هم الطلاب الأجانب، الذين يمكنهم التقدم بطلب للحصول على الدراسة المجانية في الجامعات الروسية؟
- تُخصصُ حكومة روسيا الإتحادية سنوياً 30 ألف منحة دراسية مجانية للمواطنين الأجانب للدراسة في الجامعات الروسية، ويمكنني القول هنا بأنَّ أي مواطن يعيشُ في الخارج يمكنه التقدم بطلب للحصول على التعليم المجاني في روسيا الإتحادية. ما يهم هنا هو، أولاً وقبل كل شيء، وجود الرغبة بالدراسة. كل شيء آخر يمكن القيام به عبر الإنترنت من خلال التواصل والتنسيق المناسب. لستَ مضطراً للذهاب والسفر إلى موسكو أو إلى أي مكان آخر لتقديم الوثائق. كما أنك لا تحتاج حتى إلى الذهاب إلى المكتب التمثيلي للبيت / المركز الروسي في بلدك. يمكنك القيام بذلك من منزلك من خلال جهاز الكمبيوتر، أو من خلال الموبايل، فقط أدخلْ إلى منصة Education in Russia.com، وقُمْْ بالتسجيل، وأنشئ حسابك من خلال الصفحة الشخصية الخاصة بك، وإخترْ مجال التوجه والتخصص الدراسي الذي تنوي دراسته، وقُمْ بإختيار إحدى الجامعات الروسية التي يُدرَّسُ فيها هذا التخصص الذي ترغبُ بإختياره والدراسة فيه. وهناك على المنصة أنت بحاجة إلى تحميل قائمة صغيرة من الوثائق التي سيطلبها منك الموقع الرسمي.
ثم بعد ذلك قمْ بإجراء الإختبارات النهائية والنجاح فيها وإنتظر قرار الحصول على المنحة الدراسية التي تُخصصها حكومة روسيا الإتحادية للأجانب. وبالطبع، هناك متطلبات وشروط معينة للمتقدمين الذين يتقدمون بطلب الدراسة للحصول على المنحة الدراسية، وكذلك وجود مستوى معين من المعرفة اللازمة، والتي يتم الكشف عنها خلال الإختبارات والإمتحانات. ولكن إذا كان الشاب مهتماً ومتحمسَّاً للدراسة في روسيا، ولديه قاعدة صلبة من المعرفة المدرسية، ومستعداً لدراسة وتعلم اللغة الروسية، فيمكنه إستغلال هذه الفرصة والمشاركة من أجل الحصول على المنحة الدراسية.
أبواب البيوت / المراكز الروسية مفتوحة دائماً أمام المتقدمين الأجانب الراغبين بالدراسة
ما هي التوجهات والتخصصات الدراسية التي يوجدُ عليها طلب أكبر التي يختارها المتقدمون الأجانب للدراسة في الجامعات الروسية اليوم؟
- في مختلف البلدان، يمكن أن تختلف إلى حدٍ ما التوجهات والتخصصات الدراسية التي يوجدُ عليها طلب أكبر التي يختارها المتقدمون الأجانب للدراسة في الجامعات الروسية بإختلاف تلك البلدان.
ومع ذلك، فقد كان هناك تقليدياً طلب كبير على التعليم العالي الروسي في المجال الطبي، كما تحظو التوجهات والتخصصات التقنية والهندسية بشعبية وسمعة كبيرة - حيثُ تمتلك روسيا جامعات ذات علامات تجارية ذات سمعة عالمية في جميع هذه المجالات والتوجهات الدراسية. وهناك إهتمام متزايد بالتعليم الزراعي والبيطري، وفي التوجة والتخصص الدراسي في مجال تكنولوجيا المعلومات IT ....
وأودُ أن أضيف أنه خلال الفترة الماضية أنشأتْ المدرسة العليا الروسية العديد من الحالات التعليمية الجديدة المثيرة للإهتمام لتدريب الموظفين على الإقتصاد المبتكر".
على سبيل المثال، بالنسبة للطاقة النووية (هنا ربما تكون روسيا واحدةً من رواد التعليم في العالم) وكذلك بالنسبة للصناعات الأخرى ذات التقنية العالية.
وبصفة عامة، يتمتع التعليم العالي الروسي بأوسع الفرص والإمكانيات لإعداد وتدريب المتخصصين في جميع قطاعات الإقتصاد الحديث تقريباً. ولذلك، فإنَّ المتقدم / الطالب الأجنبي، الذي لديه أية إحتياجات تعليمية سيجدُ في الجامعات الروسية عرضاً يُرضيه للدراسة والحصول على التخصص والمهنة التي يحلمُ بها، والتي ستكونُ مطلوبة في بلده الأم.
وبصفة عامة، يتمتع التعليم العالي الروسي بأوسع الفرص والإمكانيات لإعداد وتدريب المتخصصين في جميع قطاعات الإقتصاد الحديث تقريباً.
هل معرفة اللغة الروسية إلزامية للدراسة في روسيا؟ هل تساعد البيوت / المراكز الروسية الطلاب على البدء في تعلم اللغة الروسية أثناء وجودهم في المنزل في بلدهم؟
إنَّ روسيا - هي البيت والوطن الكبير لأشخاص يُمثلون أكثر من مائة قومية عرقية، ويمكنك أن تسمع في مناطق مختلفة من البلاد الكلام بالعديد من اللغات القومية. ولكن اللغة الوطنية المشتركة فيما بينهم ولغة التواصل الحكومية على مستوى البلاد هي اللغة الروسية.
ولذلك، فإنَّ أول ما تفعله بيوتنا / مراكزنا الروسية لضيوفها هو مساعدتهم على تعلم اللغة الروسية. هناك طلب كبير على مثل هذه الدورات الدراسية، ويأتي الكثير من الشباب إلى دورات تعلم اللغة في المراكز الخارجية التابعة لهيئة التعاون الروسية وهم لا يزالون في سن المدرسة. وهذا صحيح، لأنَّ الشاب يحصل على وقت كافٍ لإتقان وتعلم اللغة.
وبعد ذلك تصبح المهارة اللغوية المكتسبة ميزة تنافسية مهمة عند إختيار الدراسة في روسيا، وهي أداة ووسيلة جيدة للتأقلم والتكيف وضمان إتقان المعرفة والمهنة المستقبلية.
وعلاوةً على ذلك، لا يمكنك في البيت / المركز الروسي تعلم اللغة فحسب، بل يمكنك التعرف على الأدب الروسي، وكذلك على العادات والتقاليد، وعلى نظام التعليم الروسي. إذْ يخبرك المتخصصون في المركز عن تطور العلوم والتكنولوجيا في روسيا، وعن مشاريع الشباب الدولية التي يمكن أن يشارك فيها تلميذ المدرسة أو شاب من أي بلد. وبعبارةٍ أخرى، يمكن للجميع أن يجدوا شيئاً مهماً لأنفسهم وفقاً لإهتماماتهم التي تناسبهم.
"إنَّ أول شيء تقوم به بيوتنا / مراكزنا الروسية لضيوفها هو مساعدتهم على تعلم اللغة الروسية".
الدراسة في روسيا: هناك 5 خطوات للقيام بعمل الإختيار الصحيح والمناسب
- يجب عليك تحديد أي منطقة في روسيا ترغب في الدراسة والعيش فيها
- إهتمْ بالتفاصيل: يمكن أن تكون مهمة جداً لك!
- يجب عليك تحديد البرنامج التعليمي الذي ترغب في الدراسة فيه
- يجب عليك تحديد اللغة التي ترغب في الدراسة بها (الروسية أو الإنكليزية)
- حاول أن تتعرف مسبقاً على قوانين، وأعراف وتقاليد البلد والمنطقة التي قمت بإختيارها
تبدأ محادثتنا بكلمة هيا بنا لننطلق"! - هو إسم مشروع تعليمي آخر لهيئة التعاون الروسية، الذي يقوم بتعريف الشباب من مختلف البلدان بالإنجازات العلمية لروسيا.
ما هي المشاريع الأخرى المهمة والمثيرة للإهتمام التي ستذكرها وتدعو قُراءنا ومتابعينا للمشاركة فيها؟
- نعم، لقد قلتُ بالفعل أنه يتم تنفيذ الكثير من المشاريع والفعاليات التعليمية في مراكز هيئة التعاون الروسية - في البيوت / المراكز الروسية. على سبيل المثال، مشروع "أساتذة بدرجة الماجستير في اللغة الروسية" - هو مشروع لدعم الشباب، بما في ذلك، الطلاب الأجانب، وخريجي الجامعات الروسية، الذين يعودون من روسيا إلى بلادهم ويمكنهم تدريس اللغة الروسية في الخارج. أو برنامج "الجيل الجديد"، الذي تم تصميمه للمواطنين الأجانب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً. ويُوفرُ هذا البرنامج فرصة للسفر إلى روسيا لمدة أسبوعين للمشاركة في الأحداث السياسية والإقتصادية الكبرى فيها، مثل المشاركة في منتدى سانت بطرس بورغ الإقتصادي الدولي السنوي. وهناك مشروع آخر من مشاريع هيئة التعاون الروسية - هو برنامج للشباب "مرحباً روسيا!".
وفي إطار المشروع، يتم تنظيم رحلات إستكشافية ممتعة ومثيرة للإهتمام إلى بلدنا للأطفال في سن الصفوف المدرسية (الصفوف 10-11). وتتوفر جميع المعلومات عن مشاريع هيئة التعاون الروسية على موقعها الرسمي على الإنترنت، وكذلك على المواقع الإلكترونية للبيوت / المراكز الروسية في الخارج.
وبالمناسبة، أودُ أن أدعو قُراءكم ومتابعيكم إلى متابعة صفحات البيوت / المراكز الروسية على مواقع وصفحات شبكات الإجتماعية مثل: إنستغرام*، و فيسبوك*، و تيليغرام. إذْ نُحاولُ التحدث بنشاط وبسرعة عن المشاريع، والأخبار، والإعلانات الخاصة بالبيوت / المراكز الروسية. أعتقدُ أنه يمكن للشباب العثور على معلومات مثيرة للإهتمام ومفيدة وطرح الأسئلة والتحدث والحوار.
بافل أناتوليفيتش، ما هي النصيحة التي تقدمها شخصياً للشباب الذين يختارون الدراسة في روسيا؟
- أودُ هنا أن أقول للسادة القُراء والمتابعين أنَّ العالم يتغير بسرعة. وغالباً لا نعرف كيف سيكون عليه الحال بعد عام أو عامين ناهيك عن العشرة سنوات القادمة. ولكن الشيء الأساسي الذي لطالما كان ذو قيمة، بل وأكثر من ذلك الآن، في زمن هذا التغير السريع، إنه التعليم. وأودُ أن أؤكد للسادة القُراء والمتابعين أنَّ روسيا كانت ولا تزال واحدةً من القوى العلمية والجامعية الرائدة في العالم، وتُوفرُ واحدةً من أفضل المجالات في التعليم العالي. ولذلك، فإني أحثُ القُراء والمتابعين على متابعة كل ما يخص الجامعات الروسية عن كثب - وما هي البرامج التعليمية الجديدة والحديثة ذات الصلة التي تعملُ على تطويرها، والتي سيكون خريجوها قادرين على المنافسة ليس فقط في المستقبل القريب، ولكن أيضاً على المدى الطويل - بعد 20-30 عاماً من الآن.
بالطبع، أودُ أن أشجع أيضاً على تعلم اللغة الروسية، ليست لأنها مجرد لغة ستكون مفيدة لك إذا قررت السفر إلى روسيا الإتحادية للدراسة. بل إنها لغة التراث الثقافي العالمي: لغة الشعر، والأدب، والموسيقى، والعلوم.....
كما أشجعُ على تعلم ومعرفة أكبر قدر ممكن عن روسيا من المصادر الأولية.
نحن منفتحون على العالم، ويسعدنا دائماً الترحيب بالطلاب الأجانب الذين يأتون إلى بلدنا من أجل الدراسة، وهكذا تصبح روسيا جزءاً من حياتهم. وأريدُ هنا أن أتمنى للطلاب أن تكون حياتهم سعيدة ومليئة بفرحة المعرفة الجديدة وتحقيق الذات.
* معترف بها كمنظمة متطرفة على أراضي روسيا الإتحادية
"لماذا يتوجب على الشاب السفر إلى روسيا من أجل الحصول على شهادة في التعليم العالي، وما هي الفوائد التي تعده بها هذه الشهادة الدراسية - أُجيبُ على هذا السؤال كما يلي: في روسيا سيحصل على شهادة دراسية جيدة من أجل مستقبله!"
١٣.٠٣.٢٠٢٥