اللغة الروسية – هي الطريق إلى فرص وإمكانيات جديدة

الصورة الرئيسية للمقالة

إنَّ ثراءَ الثقافة اللغوية الروسية يُمكنُ مقارنته بالمساحات الشاسعة والموارد في روسيا، وقيمها الإنسانية وفرصها التي يمنحها بلدنا للناس: التعليم، والوظيفة والعمل، والأبحاث العلمية، والنمو الإجتماعي والشخصي. ولذلك، يبدأُ آلاف الطلاب من جميع أنحاء العالم كل عام رحلتهم إلى روسيا من خلال تعلم اللغة الروسية كلغة أجنبية.

في معهد بايكال بريكس – المدرسة الدولية لجامعة إركوتسك للفنون التطبيقية - يتعلم مئات الطلاب برامج تعليمية باللغات الأجنبية، وباللغة الروسية كلغة أجنبية – التي هي واحدة من أكثر اللغات شعبية وذات شهرة. كما أنَّ المتخصصون في قسم العلوم الإنسانية في معهد بايكال في بريكس مسؤولون عن تكوين مهارات التواصل ويعرفون أنَّ هذا هو المفتاح لإتقان وإستيعاب المبادئ التوجيهية الثقافية والممارسات الإجتماعية، فضلاً عن مفتاح النجاح التعليمي والمهني للطلاب.

التغلب على العقبات

في عام 2022 ميلادية، أجرى معهد بايكال في بريكس دراسة حول مشاكل التثقيف للأجانب الذين يدرسون في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية. حيثُ شارك فيه أكثر من 200 طالب من آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وأمريكا الجنوبية، ورابطة الدول المستقلة. إذ أظهر تحليل البيانات أنه حتى في مرحلة إختيار التخصص الدراسي، وكذلك في الثقافة اللغوية الأولى، فإنَّ الدعم مُهمٌ جداً للطلاب الأجانب، مما يمنحهُم الثقة في قدراتهم ودوافعهم للتغلب على صعوبة اللغة.

على سبيل المثال، عند إختيار التخصصات الدراسية التقنية في جامعة سيبيريا، يخشى الكثيرون من أنه سيكونُ من الصعب للغاية دراسة اللغة الروسية "الصعبة" في وقتٍ واحد وإتقان مهنة الهندسة، ولن يكون من السهل الذهاب إلى دورات التدريب العملية والعثور على وظيفة وعمل، وتكوين مهنة بسبب الجهل بصناعات المنطقة. كما أنَّ معظم الطلاب الناطقين باللغة الإنكليزية واثقون من أنهم سيكونون قادرين على إستخدام لغة التواصل الدولية لحل المشكلات الشخصية والأكاديمية الدراسية ويُصابون بالصدمة عندما يُدركون أنَّ هذا غالباً ما يكونُ مستحيلاً. إذ تُجبرنا البيئة الدراسية المتعددة الثقافات على إعادة بناء النماذج السلوكية التي تطورت في أنظمة التعليم الوطنية. النقطة الأساسية في التغلب على هذه العقبات - هي شرح وإيضاح، ودعم، وخلق موقف إيجابي وتحويل "المشاكل" إلى مزايا ذات منفعة.

التكيف والتأقلم النشط

وجنباً إلى جنب مع خدمات الدعم التقليدية للطلاب الأجانب في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية، مثل: مركز الخدمات الدولية (التأشيرات (الفيزا)، والتأمين، والإستقبال)، وقسم التبادل الأكاديمي التعليمي (المنح الدراسية الدولية، ودورات التدريب العملية)، ومركز إختبار اللغة (شهادات اللغة الروسية كلغة أجنبية)، حيثُ يقومُ قسم العلوم الإنسانية بتنفيذ عدد من المشاريع التعليمية المبتكرة، والغرض منها هو التكيف والتأقلم النشط. كما إتضح أنَّ الطلاب الأجانب لا يتكيفون ويتأقلمون فقط مع الظروف الجديدة، ولكن أيضاً يُغيرون بيئتهم الدراسية بأنفسهم. وهذا يسمحُ لهم بتجنب مشاعر العجز والعزلة، التي تم ملاحظتها في الدراسة على أنها أكثر التجارب سلبية.

دمج تخصصات المناهج التعليمية

تشمل البرامج التعليمية في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية على مجموعة من التخصصات اللغوية، بما في ذلك، دراسة لغة أجنبية واحدة أو لغتين أجنبيتين، بالإضافة إلى دمج التخصصات الدراسية - أساسيات التواصل التجاري والتواصل بين الثقافات. وفي معهد بايكال بريكس في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية حيثُ يُوجدُ برامج عمل هذه التخصصات الدراسية مُكوناُ ثقافياُ للتكيف والتأقلم، ومنها: مهارات المرونة والتسامح بين الثقافات المختلفة، وإنشاء القيم الأكاديمية الدراسية والثقافية العامة التي تُوحدُ مجتمع الطلاب المتعدد القوميات والجنسيات.

وخلال الفصول الدراسية، يخضعُ الطلاب للتشخيص الذاتي للمجموعات الدراسية، وتحديد الصعوبات، ثم صياغة المواقف الثقافية العامة والتوجهات والقِيَّم التي تُحيدُ تلك التناقضات، ووضع الإستراتيجية، وإختيار الأنشطة والمشاريع التي ستُساعدُ الطلاب الجُدد على التكيف والتأقلم وتغيير المشهد التعليمي للجامعة.

مشروع منتصف الأرض

يتم تنفيذ المشروع الأول المقترح من قبل الطلاب في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية بدعم من وزارة التربية والتعليم في روسيا. كما وسيتمُ تقديم منصة رقمية تعليمية وعلمية مفتوحة للمتقدمين والطلاب الأجانب عن الثقافة الأكاديمية الروسية التي تُساعد الأجانب على التكيف والتأقلم اللغوي والثقافي، مع مراعاة الخصائص الإقليمية لمنطقة بايكال وخصائص الدراسة في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية .

كما وستكون "أدوات" العمل عبارة عن دورات كبيرة مفتوحة عبر الإنترنت والتي يُمكنُ التقدم لها من خلال تنسيق التواصل عن بعد. كما تعملُ هذه الدورات الدراسية على تطوير كفاءة اللغة الروسية كلغة أجنبية وتمثل التراث الطبيعي والثقافي لبحيرة بايكال ومنطقة إركوتسك، بالإضافة إلى البيئة الدراسية التعليمية والبنية التحتية التعليمية في المنطقة. فهي تجمعُ بين مهارات التواصل لعتبة البقاء على قيد الحياة والمعلومات ذات القيمة والأهمية التي تُساعدُ الطلاب المتقدمين على إتخاذ قرار في مرحلة إختيار نوع الدراسة أو إختيار البرنامج الدراسي وجعل الأشهر الأولى من إقامتهم في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية أكثر مريحة.

إنّ اللغة الروسية ومساهمتها الكبيرة في الحضارة لا يُمكنُ إنكارها. إنها ليست لغة الأدب والعلوم العظيمة فحسب، بل هي، على حد تعبير أليكسي تولستوي، إنها أداة غنية وذكية لا تنضبُ للحياة الإجتماعية لملايين الأشخاص الذين يعيشون في أجزاء مختلفة من العالم، وأفكارهم ومشاعرهم وآمالهم ومستقبلهم العظيم.

في جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية في الجامعة، حيثُ يُساعدُ تعلم اللغة الروسية كلغة أجنبية في الحفاظ على تقاليد المدرسة العليا الوطنية ويفتحُ فرصاً جديدة.

تم إعداد المعلومات من قبل السيدة / لاتيشيفا سفيتلانا فلاديميروفنا، مديرة قسم العلوم الإنسانية في معهد بايكال في بريكس، جامعة إركوتسك الوطنية للبحوث التقنية

٢٨.١٠.٢٠٢٢
الفئات
العلامات
المقالات في مجلة HED
للأعلى