من الصعب تخيل التعرف على روسيا والثقافة الروسية وكذلك على الدراسة في الجامعات الروسية والتكيف والتأقلم مع ظروف المعيشة في البلاد من دون فهم اللغة الروسية. وهنا تجدرُ الإشارة إلى أنَّ اللغة الروسية لا تؤدي وظيفة تواصلية بين الناس فحسب، حيثُ تضمنُ نقل المعلومات من شخصٍ لآخر، بل هي أيضاً قناة روسية / لنقل الثقافة الروسية بكل تنوعها المتعدد القوميات والجنسيات.
اللغة الروسية هي واحدة من أكثر اللغات إنتشاراً على كوكبنا. ومن بين اللغات الأكثر شعبية في العالم، تحتلُ اللغة الروسية المرتبة الثامنة في هذا المجال. بينما تحتل اللغات الإنكليزية، والصينية المرتبتين الأولى والثانية حسب التسلسل.
يتحدثُ حوالي 258 مليون شخص في العالم لغة تولستوي ودوستويفسكي.
الإستخدام الواسع للغة الروسية في الفضاء الدولي له جذور تاريخية وخصائصها التي تميزها عن غيرها من اللغات. وخلال فترة تشكيل وظهور الدولة الروسية، توسعتْ البلاد على حساب ضم مناطق جديدة إليها. ومن المثير للإهتمام هنا أنَّ هذا حدث في كثير من الأحيان بمبادرة تقدمت بها الشعوب الصغيرة نفسها من خلال تقديمها لطلب إلتماس إلى الحاكم الروسي. وفي الوقت نفسه، حافظت هذه الشعوب الصغيرة على هويتها القومية والثقافية. وضمنت اللغة الروسية في هذه العمليات التاريخية الإندماج، وشكلتْ مشهداً عِرقياً وثقافياً مشتركاً وغنياً بتنوعه. وليس من قبيل المصادفة أنَّ اللغة الروسية تحتوي على العديد من الكلمات التي يرتبطُ أصلها بلغات الشعوب الأصلية التي تُشكلُ التنوع القومي لروسيا الحديثة.
اللغة الروسية اليوم
- لغة التواصل الدولية 15 منظمة دولية (الأمم المتحدة والجمعيات والإتحادات والمؤسسات العالمية) تستخدم اللغة الروسية كلغة رسمية ولغة في العمل.
- لغة شبكة الإنترنت. ويتضح ذلك لأنها حصلتْ على المركز الثاني في عدد المواقع باللغة الروسية والمركز التاسع في عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية العالمية الناطقين باللغة الروسية.
- لغة العلم. تحتل اللغة الروسية المرتبة الخامسة من حيث عدد المنشورات والأبحاث العلمية، كما يتضح ذلك من خلال بيانات مجلات النشر مثل: Web of Science و Scopus.
- لغة وسائل الإعلام. يتم نشر 32543 من المجلات الدورية في العالم باللغة الروسية، مما يجعلها تحتلُ المركز السابع عالمياً.
إنَّ مكانة اللغة الروسية في العالم ثابتة ومستقرة.
وفي سياق التغيرات الإجتماعية والسياسية العالمية وتطوير التعاون الدولي، أصبحت معرفة اللغة الروسية كلغة أجنبية ميزة ومكسباً ثميناً في الحياة المهنية. والآن، هناك بالفعل عدد متزايد من الأجانب الذين يدرسون اللغة الروسية. ويرجعُ إهتمامهم هذا إلى أهدافهم التعليمية والوظيفية المهنية، فضلاً عن رغبتهم في التعرف على ثراء وغنى هذه الثقافة العظيمة وعلى تراثها.
ولهذا السبب أطلقت مجلة HED مشروعاً واسع النطاق بعنوان "تحدث باللغة الروسية"، وفي إطاره ستنشرُ المجلة مواد عن اللغة الروسية ومزايا وخصائص قواعد اللغة الروسية ونصائح للمتعلمين للغة الروسية، بالإضافة إلى مقالات تعليمية وتثقيفية وغنية بالمعلومات عن الثقافة الروسية وعن الطابع الوطني لروسيا.
٣٠.١٠.٢٠٢٤