اللغة الروسية هي لغة الفرص .البيت والمركز الروسي في جمهورية الكونغو

الصورة الرئيسية للمقالة

لقد أصبح البيت والمركز الروسي في جمهورية الكونغو مركزاً مهماً للتبادل الثقافي والتعليمي في جمهورية الكونغو، مما يساهم في تعزيز اللغة والثقافة الروسية في البلاد. ومنذ إفتتاحه، أصبح منذ ذلك الحين مكاناً لا يقتصرُ على تعلم اللغة فحسب، بل أصبح مكاناً لتنمية مهارات التواصل والإبداع والهوية الثقافية. تخبرنا ماريا ألبيرتوفنا فخر الدينوفا، رئيسة مكتب هيئة التعاون الروسية في برازافيل عن الدعم الذي يقدمه البيت والمركز الروسي في الكونغو.

اللغة الروسية لسكان الكونغو

تُعد اللغة الروسية لغة أجنبية ثانية (لغة أجنبية إختيارية) في مدارس التعليم العام الثانوية في برازافيل، كما أنها تُدرَّسُ في بعض المدارس العامة. لا تتم دراستها في العاصمة فحسب، بل ويتم تدريسها في مناطق أخرى أيضاً. توجد في مدينة بوانت نوار غرفة دراسة عن العالَم الروسي. بالنسبة للأطفال الأصغر سناً يوجد قسم يسمى "نلعبُ باللغة الروسية".

منذ عام 2021 ميلادية يعملُ مسرح في البيت والمركز الروسي، حيث يقوم أعضاء القسم بتطوير مهاراتهم في الإلقاء والخطابة الشفهية باللغة الروسية. كما يتم تقديم العروض في كل عام. لطالما كان لدى المركز الروسي للعلوم والثقافة أيضاً نادي محادثة للمستمعين؛ وقد تم تحديث شكله هذا العام: إذْ يضمُ النادي الآن خريجين عاملين حريصين على البقاء على إتصال وتواصل مع روسيا ومع اللغة الروسية.

ونتيجة للبرامج المختلفة مثل برنامج الجيل الجديد، ومهرجان الشباب العالمي وغيرها من الأنشطة، تم تشكيل مجموعات للمحترفين الذين بدأوا في تعلم اللغة الروسية من الصفر.

في عام 2023 ميلادية، تم إفتتاح مركز التعليم المفتوح في برازافيل. ويقود معلمون من جامعة فورونيج التربوية الحكومية دورات دراسية لمدة قصيرة لتلاميذ المدارس الكونغولية، وهو ما أصبح تقليداً جيداً وخطوة مهمة نحو تحسين فرص التعليم في المنطقة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض القيود على التعليم عن بُعد الفعال والهادف. أولاً، يتعلق الأمر بجودة وعمل الإتصال بالإنترنت، وثانياً، بمستوى توافر الإنترنت في مناطق مختلفة، وكذلك بتوافر المعدات اللازمة. وفي كثير من الأحيان لا يمتلك الطلاب جهاز كمبيوتر في المنزل، ويستخدمون هواتف موبايل قديمة لا يعملُ فيها الإنترنت بشكلٍ جيد.

ومع ذلك، فقد إخترنا خياراً أكثر سهولة للشباب بإستخدام التقنيات الجديدة. حيثُ نقوم بإنشاء مقاطع فيديو تعليمية لـ TikTok نتعلم فيها الكلمات باللغة الروسية. يتحدث الكونغوليون اللغة الروسية ويتحدث الروس لغة اللينغالا أو الكيتوبا. يلقى هذا الشكل إستجابة إيجابية بين الأفارقة في جميع أنحاء منطقة وسط أفريقيا. وقد حصد أحد هذه الفيديوهات حوالي 70000 مشاهدة في أقل من 5  أيام.

في الوقت الحالي، يمكن للطلاب الوصول إلى مكتبة البيت والمركز الروسي ويمكنهم أيضاً حضور بعض الأقسام مجاناً. وللأسف، لا يتوفر حالياً تدريس كامل لللمواد الدراسية في جمهورية الكونغو. ومع ذلك، خلال جائحة كوفيد-19 (كورونا)، نفذ البيت والمركز الروسي برنامجاً لتعليم الفيزياء للمتقدمين للدراسة في الجامعات. شارك في هذا المشروع التطوعي خريجو معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا الذين ساعدوا تلاميذ المدارس في التحضير للقبول في الجامعات الروسية.

يتم تنظيم دورات في اللغة الروسية في البيت والمركز الروسي، والتي تجمع بين أشخاص من مختلف الأعمار والمهن.

يدرسُ في البيت والمركز الروسي حوالي من 800  إلى  850 شخصاً خلال العام، بما في ذلك في البرامج الصيفية.

من الممارسة العملية إلى النجاح

يعمل البيت والمركز الروسي في برازافيل حالياً مع وزارة التعليم الإبتدائي والثانوي ومحو الأمية في جمهورية الكونغو على تحديث البرنامج التعليمية في اللغة الروسية لتلاميذ المدارس. وفي الوقت نفسه، نأخذ بعين الإعتبار خصوصيات تدريس اللغة للطلاب الناطقين باللغة الفرنسية. إذْ نسعى إلى تطوير أفضل الممارسات العملية في البيت والمركز الروسي ومن ثم توسيع نطاقها. وما يؤكد فعالية تدريبنا هو حقيقة أنَّ متدربينا القادمين إلى روسيا يحصلون كل عام على عروض من الجامعات للإلتحاق بالدراسة في السنة الدراسية الأولى مباشرة، متجاوزين في الواقع المرحلة التحضيرية لدراسة اللغة.

تدعم هيئة التعاون الروسية بنشاط عملية التعليم من خلال تزويد الطلاب بالوسائل التعليمية. وخلال الرحلات الميدانية، تتبرع السفارة والبيت والمركز الروسي بالكتب المدرسية، والقواميس، ولوحات المفاتيح ذات التصميم باللغة الروسية.

وبالتالي، فإن مساعدة هيئة التعاون الروسية تخلق أساساً متيناً للمشاركين في مسابقة الأولمبياد الوطنية للغة الروسية التي تُقامُ منذ عام 1977 ميلادية في جمهورية الكونغو. إذْ يحصلُ الفائزون في هذه المسابقة، وهم تلاميذ المدارس الكونغولية، على الحق في الدراسة بمنح دراسية مقدمة من الحكومة الروسية في مجال "اللغة الروسية كلغة أجنبية". وفي الواقع، هذا هو التدريب المستهدف لمعلمي المستقبل. كما وتُقام مسابقة الأولمبياد هذا العام بشكل جديد.

يتم إيلاء إهتمام خاص للصفات القيادية للمشاركين. وفي الفترة من أبريل إلى مايو 2024 ميلادية، أقيمتْ في جميع المناطق مراحل في مسابقة الأولمبياد في المدن المخصصة لإنتصار الإتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية. وقد عكست مقالات المشاركين هذا الموضوع. والآن تجري المرحلة الثانية التي جمعت تلاميذ المدارس من جميع أنحاء البلاد لتحسين لغتهم الروسية والإستعداد للإختبارات النهائية. كما ستقامُ التصفيات النهائية لمسابقة الأولمبياد في 15 ديسمبر على شكل برنامج "الأذكياء والذكيات". وسيبحث المتسابقون في موضوع "تاريخ وثقافة شبه جزيرة القرم"، وسيظهرون معرفتهم ونظرتهم الواسعة، بالإضافة إلى مهاراتهم الخطابية والإبداعية. وسيحصل الفائز على تذكرة سفر مجانية إلى روسيا للدراسة.

هذا العام، فاز التلميذ الكونغولي فيليب مونجو بجائزة مسابقة الأولمبياد الدولية العشرين لتلاميذ المدارس الأجنبية. حيثُ أقيمت مرحلة المسابقة من خلال التواصل والمراسلة عن بُعد في البيت والمركز الروسي، وأقيمت المرحلة النهائية في موسكو. كان فيليب المشارك الوحيد من إفريقيا. وقبل الرحلة، خضع لتدريب مكثف قبل الرحلة وحصل على المركز الثالث في الإختبارات النهائية، وحصل على جائزة في الجمعية العالمية الروسية.

نحن نقول دائماً "اللغة الروسية هي لغة الفرص!"

المُدرسون – هم سفراء للثقافة

يُنظم البيت والمركز الروسي حلقات دراسية تدريبية سنوية لمعلمي اللغة الروسية. وبالإضافة إلى ذلك، يشاركون في دورات ميدانية تنظمها هيئة التعاون الروسية، مما يُتيحُ لهم الفرصة ليس فقط لتحسين مؤهلاتهم، ولكن أيضاً لزيارة بلدان مثل مصر، والسنغال وتنزانيا. وفي عام 2024 ميلادية، نظّم البيت والمركز الروسي دروساً لتحسين وزيادة مستوى التأهيل الدراسي في الأقاليم، حيث أجرى الموظفون فيها دروساً عملية ودورات مكثفة للروس الكونغوليين.

كما يشارك مدرسوا اللغة الروسية بنشاط في برنامج "الجيل الجديد" الذي تُنفذهُ هيئة التعاون الروسية والذي يهدف إلى تطوير الصفات القيادية لدى جيل الشباب وجمع المهنيين من جيل الشباب الواعدين بمستقبل جيد.

يتفاوض البيت والمركز الروسي بنشاط مع السلطات المحلية لتوسيع نطاق دراسة اللغة الروسية، وكذلك توظيف معلمين في وظائف حكومية. وفي العام الماضي، تم توظيف خمسة مدرسين عادوا من روسيا.

المُدرسون في اللغة الروسية– هم سفراء للثقافة

نشر اللغة الروسية

يُعد الترويج للغة الروسية إحدى أولوياتنا. ونهدفُ إلى زيادة تعليمها وتدريسها في جمهورية الكونغو والبلدان المجاورة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون. ولزيادة الإهتمام باللغة والثقافة الروسية، يتم تنظيم رحلات ميدانية، وحفلات موسيقية لفنانين روس، ولقاءات مع متحدثين باللغة الروسية، بالإضافة إلى النوادي والألعاب باللغة الروسية. كما تكللَ أسبوع الثقافة الروسية في العام الماضي بالنجاح، حيث قدمت فرقة الرقص الأكاديمي الحكومية "فايناخ" عرضاً موسيقياً. وإفتتح الأسبوع في برازافيل وكينشاسا بحفل موسيقي لمغنية الأوبرا داريا دافيدوفا والبطلة الأولمبية بولينا كومار.

جزء مهم من عملنا هو التفاوض مع السلطات المحلية والمسؤولين عن تطوير اللغة. ونأمل أن نبدأ في جلب مدرسين في المواد الدراسية إلى جمهورية الكونغو في المستقبل القريب.

البيت والمركز الروسي في جمهورية الكونغو

٣٠.١١.٢٠٢٤
الفئات
العلامات
المقالات في مجلة HED
للأعلى