كيف يتكيفُ ويتأقلمُ الأجانب مع الحياة والدراسة في روسيا
تعملُ الجامعات الروسية دائماً بالترحيب بالطلاب الأجانب داخل أسوارها. ومن أجل التكيف والتأقلم السريع لأطفال المدارس الذين كانوا يدرسون سابقاً في المدارس مع الظروف المعيشية الجديدة وعلى العملية التعليمية، كما يُقامُ عددٌ كبير من الأحداث المختلفة في الجامعات. ولا يتعلقُ الأمر فقط بالأنشطة والفعاليات ذات الصلة. كما أننا نتحدثُ هنا ليس فقط عن تلك الأنشطة والفعاليات. إذ يتمُ تقديم المُساعدة الفردية من قبل الأشخاص العاملين في هذا المجال أو المُدرسين في حل مختلف القضايا اليومية التي تكونُ لازمة بالفعل في الأيام الأولى من إقامتك في روسيا.
يحصلُ الناس في الحياة اليومية على جزءٍ كبير من المعرفة حول الثقافة والمجتمع، وقواعد وآداب السلوك، والقِيَّم، والعادات والتقاليد، وكذلك في التواصل اليومي مع بعضهم البعض. هذا مُهمٌ بشكلٍ خاص للمواطنين الأجانب الذين يُسافرون إلى بلدٍ آخر. وكما هو مُعتادُ ومُتعارفٌ عليه في التصرف في ظروفٍ معينة، وماذا يُمكنُ قولهُ عند اللقاء وكذلك عند وداع الأشخاص الآخرين، وما هي التفاصيل الدقيقة والفروق الدقيقة الموجودة في التواصل مع أشخاصٍ من أجيال مختلفة ودرجاتٍ مختلفة من العلاقة الجيدة بين الناس – وهذا أكثر من ذلك بكثير وأسهل بكثير بالنسبة للمواطن الأجنبي لإتقانها وفهمها من خلال مراقبة تصرفات الأشخاص الذين ينقلون تلك الثقافة وعاداتهم وتقاليدهم من خلال الإستماع إلى محاضرات ودروس حول هذا الموضوع.
وللتعرف السريع على البيئة المحيطة بك وعلى المجتمع والثقافة المحلية، تم تطوير برامج متنوعة من أجل التكيَّف والتأقلم للطلاب الأجانب وتطبيقها بنجاح في الجامعات.
تُقامُ العديد من الرحلات الإستكشافية أو الدروس العملية أو الرحلات إلى المواقع التاريخية أو النزهات فقط في الدورات التحضيرية للغة للمواطنين الأجانب.
حيثُ أنهُ لا يتم تقديم الثقافة الروسية فقط لثقافة المدن الروسية خلال هذه الرحلات فحسب، ولكن أيضاً الدخول إلى بيئة اللغة الروسية، وسماع الكلام الروسي ومحاولة التواصل باللغة الروسية ذاتها.
منذ بداية دراستهم، فإنَّ طلاب السنة الأولى الأجانب يندمجون في البيئة الأكاديمية التعليمية وكذلك في الشركات والبيئة الإجتماعية والثقافية للجامعة. حيثُ يُخبرُ القائمون في هذا المجال (سواءٌ باللغة الروسية أو في كثير من الأحيان باللغات الأجنبية) عن العملية التعليمية، وعن الجدول الزمني، وتقديم جميع المعلومات اللازمة حول قضايا ومسائل الهجرة والدعم الطبي، وتعريفهم على طبيعة اللغة، والخصائص والمزايا اليومية، والثقافية، وعن المناخ والطقس، وإطلاعهم عن قواعد وآداب السلوك، وإمكانيات الحصول على الجنسية الروسية
في الجامعات، يتمُ تعيين مرشدين متطوعين للطلاب الأجانب. كما وينجذبُ الطلاب في السنوات الدراسية المتقدمة إلى "الأصدقاء "و"المعلمين". Buddy - هو طالب جامعي يُساعدُ الطالب الأجنبي في الخدمات اللوجستية والإقامة في السكن الجامعي الطلابي، وتسجيل وإستصدار الوثائق اللازمة، وإطلاعه وتعريفه على البنية التحتية للجامعة والثقافة الروسية والأعراف والتقاليد الإجتماعية، ويقضي معظم وقته مع الطالب الأجنبي ويتواصلُ معه باللغة الروسية أو باللغة الأجنبية. وفي كثيرٍ من الأحيان، في يوم الوصول، يستقبل الأصدقاء الطالب الأجنبي في المطار (أو في محطة السكك الحديدية)، ويُساعدونه على تسجيل وصوله والسكن في السكن الجامعي الطلابي، ويقومون بعمل جولة له في الحرم الجامعي وكذلك في المدينة. وخلال السنة الأولى من الدراسة، يُمكنُ للطالب الأجنبي الإتصال بالأصدقاء وطرح أي سؤال عليهم والحصول على المشورة اللازمة أو المُساعدة.
بعض الجامعات لديها طلاب للتكيف والتأقلم يتمُ تدريسهم بشكلٍ خاص بهذا الخصوص. وعادةً، فإنَّ هؤلاء هم من طلاب السنة الثانية، وبالتالي هم يفهمون الوافدين الجُدد بشكلٍ جيد، لأنهم هم أنفسهم كانوا من بين الطلاب الجدد مؤخراً. كما يعملون على إطلاع طلاب السنة الأولى على عمل الجامعة، وتاريخها، وعلى المباني الجامعية، ومتاحفها، وعلى بُنية العملية التعليمية وعلى الطلاب وتقاليدهم وعاداتهم، وعلى العديد من الأحداث والفعاليات، وعلى الألعاب، والمساعدة في المشاركة في عملية التعلم بشكلٍ أسرع.
كل هذا سيجعل من السهل العثور على لغة مشتركة وبناء علاقات ثقة مع زملاء الدراسة، ومع المُدرسين والتفاعل بشكلٍ صحيح مع سلوك مُمثلي الثقافات الأخرى وتقديم وجهة نظر كل منهم بالشكل الصحيح.
بالإضافة إلى ذلك، تقومُ بعض الجامعات بتصوير دليل ومُرشد بالفيديو، ونشر كتب لطلاب السنة الأولى الأجانب بلغات مختلفة، وكُتيبات للدليل والإرشاد، وكُتيبات تحتوي على معلومات مفيدة حول مجموعة واسعة من الموضوعات: حول موضوع قواعد وشروط الدخول إلى روسيا، والتسجيل في دائرة الهجرة، وتعلم اللغة الروسية، والحياة الطلابية، والتوظيف، والرعاية الطبية، والتكيف والتأقلم الإجتماعي والثقافي، وإستئجار الشقق السكنية، والحصول على الإقامة المؤقتة والدائمة في روسيا، والحصول على الجنسية الروسية، فضلاً عن بعض الإتصالات المفيدة لهم.
على سبيل المثال، طورَ الطلاب الروس في جامعة جنوب الأورال الإتحادية قاموساً مُساعداً للطلاب الأجانب الذين يدرسون في جامعة جنوب الأورال الإتحادية. ويتضمنُ هذا القاموس كلمات وعبارات شائعة حول مواضيع مختلفة: حول الدراسة، والسكن، والرعاية الطبية، والبنك، والتسوق وما إلى ذلك.
كما تساعد الجمعيات الوطنية، والنوادي والجمعيات والجاليات الطلاب الأجانب على الإندماج في الحياة الطلابية.
على سبيل المثال، في جامعة جنوب الأورال الحكومية في تشيليابينسك، تم إنشاء رابطة الطلاب الأجانب في جبال الأورال الجنوبية. إذ تُقيمُ الجمعية العديد من الفعاليات ومنها: بطولات في مختلف الألعاب الرياضية، وعيد رأس السنة الصينية الجديدة، وأيام الثقافة العربية والإفريقية، وعيد النوروز، ومهرجان الطهي والطبخ، والمسابقات الرياضية، وأكثر من ذلك بكثير.
يُوجدُ في الجمعية مُدرسين وطلاب أجانب يُجيبون على الأسئلة حول القبول والتسجيل، والتعليم، والإقامة، والحياة الطلابية في جامعة جنوب الأورال الحكومية.
يتمُ تنظيم الدعم النفسي للطلاب الأجانب للدراسة في الجامعات الروسية في النوادي الدولية. ونتيجةً لهذا العمل، يتغلبُ الطلاب على المخاوف عند التواصل باللغة الروسية، والحد من التوتر النفسي. كما ويتمُ تشكيل مسار التطوير المهني، والحفاظ على تحفيز الأداء الأكاديمي التعليمي، وإكتساب مهارات التواصل بين الأعمال والعلاقات الشخصية في بيئة متعددة الثقافات، التي بدورها تعملُ على تحفيز النشاط الإبداعي.
تعلم اللغة والثقافة الروسية – هي واحدة من أهم عناصر التكيَّف والتأقلم الكامل. وفي معظم الحالات، لا تكفي دراسة اللغة الروسية في الكلية التحضيرية أو كجزء من المنهج الدراسي، فالممارسة اللغوية العملية مطلوبة كذلك. إذ أنَّ نوادي المحادثة من المجتمعات الطلابية تُساعدُ في حل هذه المشكلة. عادة ما يتمُ تنظيم هذه النوادي في المكتبات والجمعيات الإبداعية (عادةً في المسارح).
من المهم للغاية للطلاب الأجانب الوصول إلى المعلومات المُحدثة والموثوقٌ بها وأن تكون كاملة. كما أنَّ القنوات الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي للجامعات – هي مجموعات مثل: فكونتاكتي أو تيليجرام – التي تقومُ بعملٍ ممتاز.
وهناك طلب كبير على صفحات مجتمعات طلاب الجامعات الأجانب على مواقع التواصل الإجتماعي، ويتمُ تحديث المعلومات الموجودة فيها على الفور.
عند الدراسة في الجامعة الروسية، يُمكنُ للطالب الأجنبي أن يكون على يقينٍ من أنهُ منذ لحظة وصوله إلى روسيا سوف يتم تقديم المساعدة له للإندماج في البيئة الإجتماعية والثقافية، وسيتم تقديم الدعم له في حل أي من الصعوبات التي تُواجههُ.
٢٨.١٠.٢٠٢٢